كما جرى في السنوات الماضية، وبمبادرة منظّمة من العلاقات العامة لمكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة، شهد اليوم الثامن من شهر شوال المكرّم للسنة الجارية 1446 للهجرة تجمعاً واسعاً لآلاف المؤمنين ومحبي أهل البيت عليهم السلام، إحياءً لذكرى فاجعة وجريمة هدم قبور الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم في البقيع الغرقد.

انطلق التجمّع من أمام مرقد العلاّمة ابن فهد الحلّي قدّس سرّه في شارع باب القبلة قرب الحرم الطاهر للإمام الحسين عليه السلام، ثم توجه المشاركون نحو العاصمة بغداد حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام سفارة المملكة العربية السعودية، للتعبير عن رفضهم لاستمرار هذا الوضع المؤلم والمطالبة بإعادة بناء المكان المقدس اي البقيع الغرقد.

وقد رفع المحتجون أمام السفارة السعودية شعارات تندد بجريمة الهدم، كما حملوا الرايات واللافتات التي تطالب بإعادة إعمار قبور الأئمة صلوات الله عليهم في البقيع الغرقد، داعين الحكومة السعودية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الكارثة التاريخية. واعتبر المشاركون أن هدم البقيع ليس فقط جريمة بحق تاريخ الإسلام، بل إهانة واضحة لعقيدة ملايين المسلمين الشيعة حول العالم. وقد أُقيم هذا التحرك الاحتجاجي بإشراف السيد عارف نصر الله، مسؤول العلاقات العامة في مدينة كربلاء المقدّسة، وبمساندة من القوى الأمنية الغيورة التي وفّرت الأجواء الآمنة والمنظمة لإقامة هذا التجمع.

يرى المراقبون أن هذا التحرك يشكّل جزءاً من الجهود المتواصلة لإحياء قضية البقيع وتسليط الضوء على مظلومية أهل البيت عليهم السلام، إذ إن هذا التجمع لا يمثل مجرد احتجاج، بل هو صرخة ضمير حي تتكرر سنوياً في مثل هذا اليوم، وتتسع رقعتها عاماً بعد عام لتصل أصوات المطالبين بالحق إلى العالم أجمع. وأكد الحاضرون أن جريمة الهدم التي ارتكبت في عام 1926 ميلادية ضد قبور الأئمة عليهم السلام تمثل وصمة عار تاريخية، وشدّدوا على أن إعادة إعمار هذه القبور مسؤولية شرعية وإنسانية تقع على عاتق الحكومة السعودية.

يُذكر أن العلاقات العامة لمكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، تُنظّم سنوياً هذه الفعالية وتوفر التسهيلات اللازمة لحضور الآلاف من أبناء الشعب العراقي المؤمن أمام سفارة السعودية في مدينة بغداد، في خطوة تهدف إلى المطالبة الجادة بإعادة إعمار البقيع. وقد أقيمت هذه السنة أيضاً الفعالية أمام السفارة وغطّتها مجموعة قنوات الإمام الحسين عليه السلام الاعلامية إضافة إلى عدد من وسائل الإعلام العراقية.