LOGIN
الميرزا مهدي الشيرازي
alshirazi.org
آیة الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي
رمز 1081
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ 23 شعبان المعظّم 1444 - 16 مارس 2023

الميرزا السيد مهدي الشيرازي

من تواضع السيد الوالد

1-لقد تلمّذ المرحوم والدي قدّس سرّه عند خاله الشيخ محمّد تقي الشيرازي قدّس سرّه، وبعد وفاة خاله انتقل إلى النجف الأشرف وحضر عند جملة من العلماء منهم الميرزا النائيني قدّس سرّه.

وعندما أصدر الوالد رسالته العملية استجابة لإصرار بعض مقلّديه، تعجّب بعض علماء النجف الأشرف ممن كان يحضر درس الميرزا النائيني أيضاً، فعندما رأى رسالة السيّد الوالد قال: لم نكن نتصوّر أنّ هذا الشخص عالِم، فقد كنّا نراه يحضر درس الميرزا النائيني يومياً ولكنه لم يكن يتكلّم بشيء من أوّل الدرس حتى آخره، بل كان يجلس ويستمع فقط، فكنّا نتصوّره أحد قرّاء القرآن على القبور وقد آثر أن يحضر الدرس للتبرّك مثلاً، فكيف استطاع أن يضبط نفسه كلّ هذه المدّة ولم يظهر شخصيته العلمية مع أنّه كان في مستوى المراجع!

 

2- كان المرحوم السيّد الوالد قدّس سرّه، يؤكد على مواصلة بيان أصول الدين وفروعه، وجميع المسائل المتعلّقة بهما، والإجابة على جميع الأسئلة التي تدور في أذهان الناس، أمام الموجة الشيوعية التي اجتاحت العراق بعد سقوط الملكية.

 

3- يقول أحد أصدقائه: «قضيت مع السيّد مدّة طويلة نتباحث سويّة في الدروس، إلّا أنّه لم تكن لديّ الجرأة الكافية على النظر إلى وجهه، وعندما كنت أُريد الدخول عليه كنت أحسّ بأنّ قلبي يأخذ بالاضطراب، بالرغم من أنّه كان بشوشاً وسمحاً ولطيفاً».

 

4-كان المرحوم السيّد الوالد يتمتّع بذاكرة قوية وعجيبة، ويُنقل عنه أنّه كان يحفظ أكثر القرآن الكريم، وأدعية الأيّام، وزيارات المشاهد المقدّسة، ولم يُنقل عنه أنّه عندما كان يذهب للزيارة يصطحب معه كتاباً أو أيّ شيء آخر من كتب الزيارة.

 

5-كان قدّس سرّه شاعراً أديباً، وله أشعار في مدح ورثاء أهل البيت صلوات الله عليهم، ومن شعره في مدح السيّدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها:

1ـ درّةٌ أشرقت بأبهى سناها

2ـ فتلألأ الورى فيا بُشراها

3ـ لمعَ الكونُ من سنا نورِ قدسٍ

4ـ بسنا نارِهِ أضاءَ طواها

5ـ يا لها لمعةٌ أضاءت فأبدت

6ـ لمعات أهدى الأنام هداها

 

6ـ في الخمسينيّات أصبحت يد الشيوعية مفتوحة في العراق، وانهالت إثر ذلك على العراق من الاتحاد السوفياتي آنذاك، الملايين من الكتب الشيوعية المعادية للدين ولله تعالى، ككتاب (أين الله) والعياذ بالله، وكتاب (أنا ابن الخطيئة) وغيرها من كتب الكفر والإلحاد، ووزّعوها بالمجان. علماً ان كميات الكتب التي دخلت العراق حينها كانت أكثر من نفوس العراق بأضعاف! وإثر ذلك، أمر المرحوم والدي، كافّة طلبة العلوم الدينية بأن يجلسوا كل ليلة في الجوامع والمساجد والحسينيات في محلاّتهم ومناطقهم، ولو لمدّة ربع ساعة، وأن يقوموا بتعليم وتثقيف الشباب العقائد الإسلامية. وأكّد عليهم أن لا يتطرّقوا للمسائل الشرعية، بل المسائل والقضايا العقائدية فقط. فكان لهذا العمل نسبة من التأثير.

 

28 شعبان ذكرى وفاة المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي «قدّس سرّه»

1-في الثامن والعشرين من شهر شعبان المعظم عام 1380 للهجرة النبويّة المقدسة، في الساعة الواحدة قبل غروب الشمس (تقريباً) توفي آية الله العظمى الإمام السيد مهدي الحسيني الشيرازي (قدّس سرّه) أثناء الوضوء وسط صحن الدار التي كان يسكنها في مدينة كربلاء المقدّسة الواقعة (بين الحرمين الشريفين) حرم سيدنا ومولانا الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وحرم سيدنا ومولانا أبي الفضل العباس (عليه السلام).

2-ولد الإمام الشيرازي في مدينة كربلاء المقدسة منتصف شهر شعبان المعظم من عام 1304 للهجرة النبوية المقدسة في الدار الواقعة بين حرم الإمام الحسين عليه السلام وبين المخيّم الطاهر. وما يلي هو موجز من تاريخ حياته الشريفة.


3-لقد تلقّى الإمام الشيرازي دروسه الأولية الدينية (المقدمات) في مدينة كربلاء المقدسة على ثلّة من الأعلام الأخيار، حتى توفي والده آية الله السيد ميرزا حبيب الله بن (الميرزا آقا) أخ الإمام المجدّد الشيرازي (قدّس سرّه) في كربلاء المقدسة عام 1320 للهجرة وشُيّع تشييعاً مهيباً وصلى على جثمانه آية الله العظمى الإمام السيد اسماعيل الصدر في الصحن الحسيني الشريف ودفن في وسط دهليز (باب الزينبية) من الصحن الشريف.

4- انتقل الإمام السيد ميرزا مهدي الحسيني الشيرازي بالعائلة الشيرازية إلى سامراء المقدسة حيث الحوزة العلمية المقدسة التي أسّسها الإمام المجدّد الشيرازي (قدّس سرّه) وكانت آنذاك بإدارة زعيم ثورة العشرين الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدّس سرّه) خال الإمام السيد ميرزا مهدي الشيرازي لاُمّه، واغتنم فرصة حيث جاء فيها إلى النجف الأشرف وتلمّذ خلالها على المرجعين الكبيرين الخراساني واليزدي (قدّس سرّهما) ثم عاد إلى سامراء المقدسة.

5-كما وقد تلمّذ على الإمام الشيخ محمد تقي الشيرازي في سامراء المقدسة أكثر من خمسة عشر عاماً وانتقل معه ـ على إرهاصات ثورة العشرين ـ إلى كربلاء المقدسة حيث بركان الثورة الإسلامية ضد الاستعمار البريطاني، واشترك مع سائر العلماء الأعلام الآخرين تحت قيادة زعيم الثورة في العديد من الأبعاد: الاستشارية، والإدارية، والعسكرية وغيرها حتى استشهد الزعيم العظيم (قدّس سرّه) بالسُّم.

6-انتقل الإمام السيد ميرزا مهدي الشيرازي إلى النجف الأشرف ليواصل نموّه العلمي وصعوده في مدارج الاستنباط وليحضر دروس كبار الفقهاء آنذاك كالإمام الشيرازي السيد ميرزا علي آقا نجل الإمام المجدّد الشيرازي وغيره من المحقّقين الكبار كالمحقّق النائيني والمحقّق العراقي (رضوان الله عليهم).

7-انتقل إلى كربلاء المقدسة الحاضرة العلمية العريقة التي تعود عراقتها إلى اكثر من ألف سنة بدءاً من الإمام الصادق (صلوات الله عليه) ومروراً بالمحدّث الكبير (حميد بن زياد النينوي) وإلى العلاّمة الكبير ابن فهد الحلّي ثم العلاّمة الكبير الوحيد البهبهاني وكبار تلاميذه أمثال العلاّمة الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء وأنجاله الفقهاء الثلاثة الكبار: كل من الشيخ موسى والشيخ علي والشيخ حسن، والمهديين الأربعة العظام: بحرالعلوم والشهرستاني والنراقي والخراساني، وإلى الميرزا القمي وصاحب الرياض وصاحب المقابيس، وشريف العلماء والشيخ الأنصاري والأردكاني وصاحب الضوابط، وأخيراً إلى الشيخ عبد الكريم الحائري والسيد محمد باقر الحجّة وغيرهم.

8-كان نزوح الإمام السيد ميرزا مهدي الشيرازي إلى حوزة كربلاء المقدّسة بطلب من الإمام السيد حسين الطباطبائي القمي (قدّس سرّه) الذي جاء إليها مبعداً من ايران ـ بسبب الطاغوت البهلوي ـ وأحيى حوزتها العلمية العريقة فلبّى الإمام الشيرازي هذا الطلب فعاد إلى مسقط رأسه كربلاء وأعاد الحوزة العلمية فيها بعد الإمام القمّي (قدّس سرّه) من عام 1366 للهجرة وإلى عام 1380 للهجرة حيث وفاته آنذاك.

 

 

احداث يوم وفاة الميرزا السيد مهدي الشيرازي

1-وكان يوم وفاة الإمام السيد ميرزا مهدي الشيرازي (قدّس سرّه) يوماً مشهوداً في مدينة كربلاء المقدسة، قلّ له نظير.

2-فقد عُطلت الأسواق وتوشّحت جدران الحرمين الشريفين للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، بالسواد وكذا أطراف الأسواق والشوارع وأبواب المحلاّت غرقت في الأكسية والأعلام السوداء، وتم الإعلان عن وفاته في مآذن الحرمين الشريفين بكرّات ومرّات ليلاً ونهاراً.

3-أعلنت الإذاعة العراقية ـ آنذاك ـ نبأ وفاته المفجع، فانهالت ألوف السيارات من أطراف العراق إلى كربلاء المقدسة، خاصة من المدن المقدسة النجف الأشرف والكاظمية وسامراء المقدستين، يقدمهم عدد من مراجع التقليد وفي مقدّمتهم سماحة آية الله العظمى الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدّس سرّه).

4-واكتظت مدينة كربلاء المقدسة بأسواقها وشوارعها وأزِقّتها بالمشيّعين، وطال التشييع من الصباح الباكر إلى العصر و تخلّلته صلوات الجماعة للظهرين في الحرمين الشريفين، وقد صلّى على الجثمان الطاهر ـ بوصية خاصة منه ـ ولدُه الأكبر الإمام آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سرّه) ودفن في الحجرة الكبيرة في الزاوية الغربية الجنوبية من الصحن الشريف حيث مزاره الآن.

5-وفي أثناء تغسيل الجثمان الطاهر للإمام الشيرازي في مغتسل المخيّم بماء الفرات انكسفت الشمس كسوفاً كليّاً مفاجئاً أظلم له الفضاء فهرع الناس لإقامة صلاة الآيات جماعاتٍ وفرادى في الحرمين الشريفين وفي سائر المساجد، ولايزال يتحدّث عنه القاصي والداني إلى يومنا هذا وبعد أكثر من نصف قرن.

6-كما وذكر الكسوف المفاجئ، العشرات من الأدباء والشعراء في قصائدهم من النوعين (الشعر القريض ـ والشعر الشعبي) وطبع بعض ذلك في الكتاب الخاص الكبير باسم: (حياة الإمام الشيرازي) الذي قام بطبعه ونشره مكتب (منابع الثقافة الإسلامية) في مدرسة (بادكوبة) الدينيّة التابعة للحوزة العلميّة في كربلاء المقدسة.

 

  • لا يوجد تعليق لهذا الخبر