طالبت مؤسسة شيرازي فونديشن في مدينة واشنطن، بوقفة جادة وشاملة لجميع الدول المسلمة للاهتمام بشؤون الشباب والعمل على ترسيخ المبادئ الإسلامية في نفوسهم وعقولهم بالطرق والأساليب المجدية علميا وعمليا، وذلك بمناسبة يوم الشباب الدولي.
أدناه نصّ بيان المؤسسة:
الشباب.. محرك الشعوب ومحور نشاطها، ومصدر قوتها وديمومتها والضامن لبقائها، فبهم ترتقي الأمم ويزدهر حاضرها ومستقبلها، الا كل ما تقدم مرهون بمعايير وضوابط تؤمن انتعاش تلك الشريحة وابداعها ورقيها، تضعها الحكومات والأنظمة الحاكمة والمجتمعات في سبيل تحقيقها.
وإذ يحيي المجتمع الدولي في الحادي عشر من شهر آب/ أغسطس الجاري اليوم الخاص بالشباب، وفق ما افردته منظمة الأمم المتحدة كيوم دولي خاص بتلك الشريحة، أملا في ان يكون تذكاراً ومنطلقاً للالتفات الى الشباب والعمل على توفير مقومات النجاح داخل مجتمعاتهم، تضع مؤسسة الامام الشيرازي العالمية رسالتها هذه امام الحكومات الإسلامية كافة، كتعبير يوجز حرصها على مصلحة الأمة وتقديرا منها للأوضاع القائمة التي تستوجب العناية الخاصة ببعض الشرائح والفئات الاجتماعية التي يرتكز على اداءها ودورها مصير هذه أمة النبي الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله اجمعين.
وتضع المؤسسة في طليعة وصيتها للحكومات الإسلامية بالنسبة الى الشباب الوقف بحزم امام الغزو الثقافي المشبوه الذي يحاول زعزعة القيم الدينية والعبث بالفطرة البشرية التي جبلها الخالق عز وجل، والتي باتت تروج تحت عناوين فضفاضة كالحريات العامة والشخصية، والتي هي في حقيقتها تجاوزاً وانتهاكاً وتحدياً سافراً للاعراف والأخلاق الإنسانية الصرفة، بغض الطرف عن اختلاف الأديان، سماوية كانت ام وضعية.
ان هذه الاجندات التي تسعى من ورائها منظمات سوداء ترمي الى إشاعة الانحلال المجتمعي والتفكيك الاسري باتت من اشد التحديات التي تواجه الشباب المسلم، خصوصاً ان الأنظمة السياسية لا تزال دون مستوى المسؤولية على صعيد الأداء الثقافي والمعرفي المفترض.
وكما يؤكد اغلب المفكرين المسلمين فإن خطر الغزو الثقافي استغل الفجوات والثغرات التي تسبب الإهمال المتعمد وغير المتعمد للسلطات في الدول الإسلامية، مما افرز فراغاً فكرياً وثقافياً تمكنت منه المنظمات المشبوهة للتأثير في الوعي المجتمعي وتمرير افكارها الهدامة.
فيما لعبت الاضطرابات السياسية والتقلبات الاقتصادية وانحدار المستوى المعيشي للفرد في الدول المسلمة أدواراً للمساعدة على اتساع هامش الجهل القيمي وزعزعة القناعات الاصيلة المستنبطة من التعاليم الإسلامية الراعية حقاً لحقوق الانسان وكراماته.
فيما كان لغياب الحقوق المفترضة كحق التعليم والرعاية الصحية وحق التعبير عن الرأي وحق العيش الكريم سبباً مضافاً أسهم في نجاح الغزو الثقافي الغريب عن مجتمعاتنا المسلمة مع الأسف الشديد.
لذا تبادر مؤسسة الامام الشيرازي لاغتنام هذه المناسبة الدولية للتحذير من عواقب الأمور في حال استمرار الوضع الجاري داخل المجتمعات الإسلامية، مطالبة بوقفة جادة وشاملة لجميع الدول المسلمة للاهتمام بشؤون الشباب والعمل على ترسيخ المبادئ الإسلامية في نفوسهم وعقولهم بالطرق والأساليب المجدية علميا وعمليا.
وتقف في طليعة تلك السبل هي إطلاق الحريات العامة بما لا يتعدى منها الأعراف المجتمعية، والحد من ظاهرة الاستبداد السياسي او الأمني، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، والعمل على تطويق وتحييد الفكر المتطرف، وضمان الحقوق الأخرى للشباب ابتداء من حق العيش الكريم مروراً بالتعليم الجيد وأخيراً وليس آخراً ضمان فرص العمل والتطوير.
وأحسنوا إنّ الله يحبّ المحسنين