أرسلت منظّمة اللاعنف العالمية، المسلم الحر، التابعة لمؤسسة الشيرازي فونديشين العالمية في واشنطن، رسالة إلى المجتمعين في المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهندي، أدناه نصّها الكامل:
إلى أصحاب السعادة والمعالي، قادة وممثلي المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (APEC).
تحية طيبة وبعد.
تتوجّه إليكم منظمة اللاعنف العالمية “المسلم الحر” بهذه الرسالة، إدراكًا منها للدور الحيوي الذي يضطلع به المنتدى في صياغة مستقبل اقتصادي مزدهر لمنطقة آسيا والمحيط الهادي. إننا نؤمن بأن الازدهار الاقتصادي الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية التي هي جوهر رسالتنا القائمة على مبدأ اللاعنف والسلم والتعايش.
إن دولكم الأعضاء تمثل مركزًا للنمو العالمي، ولكن هذا النمو يقابله تحديات إنسانية واجتماعية عميقة تتطلب معالجة عاجلة ومسؤولة. ندعوكم في هذا المنتدى الهام إلى دمج الأبعاد الإنسانية والحقوقية ضمن أولوياتكم الاقتصادية والتنموية.
أولاً: دعوة للعمل على تحسين الظروف المجتمعية.
ندعو المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي إلى اتخاذ الإجراءات التالية:
* تخصيص استثمارات ذات أولوية: توجيه جزء أكبر من الموارد نحو تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية الأساسية في المجتمعات الأقل حظًا والريفية، لضمان تكافؤ الفرص في التنمية البشرية.
* خلق فرص عمل عادلة: العمل على وضع سياسات اقتصادية تضمن توفير فرص عمل لائقة للشباب والنساء، وتكافح البطالة التي تعد بيئة خصبة للاحتقان الاجتماعي والتطرف.
* تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد: دعم جهود مكافحة الفساد المؤسساتي الذي يستنزف الموارد المخصصة للخدمات العامة، ويزيد من الفجوة الطبقية.
* التنمية المستدامة والبيئة: تبني استراتيجيات تنموية تراعي الاستدامة البيئية وتحد من تأثير التغيرات المناخية على المجتمعات الهشة، خاصةً تلك التي تعتمد على الموارد الطبيعية.
ثانياً: المطالب الإنسانية المقابلة للتنمية.
إن أي جهود تنموية يجب أن تقابلها التزامات قوية تجاه الحقوق الإنسانية الأساسية:
* ضمان العدالة الاجتماعية: ندعو إلى وضع آليات تضمن توزيعًا أكثر عدالة للثروة والدخل، والحد من التفاوت الاقتصادي الصارخ داخل الدول الأعضاء.
* احترام الحريات الأساسية: التأكيد على ضرورة حماية حرية التعبير والتجمع السلمي، واحترام حقوق المدافعين عن حقوق الإنسان، واعتبار المجتمع المدني شريكًا أساسيًا في عملية التنمية.
* حماية حقوق الفئات المهمشة: إيلاء اهتمام خاص لتمكين النساء والأطفال والأقليات العرقية والدينية من الوصول الكامل إلى حقوقهم دون تمييز، وضمان الحماية لهم من جميع أشكال العنف والاضطهاد.
* حقوق اللاجئين والمهاجرين: الالتزام بتوفير الحماية الإنسانية والقانونية للاجئين والمهاجرين، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة القسرية من خلال الاستقرار السياسي والتنمية.
في الختام، تؤكد منظمة اللاعنف العالمية “المسلم الحر” أن الاستقرار الاقتصادي طويل الأمد في منطقة آسيا والمحيط الهادي مرهون بتحقيق السلم الاجتماعي والعدالة الإنسانية. ندعوكم للعمل بمسؤولية وشجاعة لتحويل هذه التطلعات الإنسانية إلى واقع ملموس.
مع خالص التقدير.
منظّمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) ـ واشنطن