بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، أصدرت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية، التابعة للمرجعية مدينة واشنطن، بياناً رسمياً، جاء فيه:
في هذا اليوم، ترفع مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية صوتها لتُذكّر الجميع بأنّ الفقر ليس تحدّياً اقتصادياً فحسب، بل هو قضية أخلاقية وإنسانية تتطلّب جهوداً متضافرة من أجل وضع حدٍّ لمعاناة المليارات من البشر حول العالم.
موقف أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام من الفقر والعدالة الاجتماعية
إنّ الرؤية الإسلامية، كما تجسّدت في سيرة وحكمة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، تُولي مكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية أهمية قصوى، حيث اعتبر عليه السلام الفقر المدقع تهديداً لأمن المجتمع ورفاه الإنسان، وأحد أبرز العوامل المؤدية إلى الجهل والفساد.
ومن أبرز مواقفه ومبادئه عليه السلام في هذا الشأن، ما يلي:
· المسؤولية الكاملة للحاكم والدولة: فقد شدّد عليه السلام، في عهده لمالك الأشتر، على أنّ رعاية الفقراء والمحتاجين هي من أهمّ واجبات الحاكم، وحذّر من التهاون في أداء حقوقهم.
· توزيع الثروة والعدالة في العطاء: عُرف عليه السلام بدقّته في التصرف ببيت المال، إذ لم يكن يُفرّق في العطاء على أساس النسب أو القبيلة، بل كان يُقدّمه على أساس الحاجة والاستحقاق، لضمان وصول الموارد إلى مستحقّيها.
وقد قال عليه السلام: «ما جاع فقير إلا بما مُتِّع به غنيّ»، في إشارة واضحة إلى العلاقة بين الاحتكار والحرمان.
· تقديم الفقراء والمحتاجين في الأولوية: كان عليه السلام يوصي ولاته بالاهتمام بمن أثقلتهم ظروف الحياة، وضمان كرامتهم الإنسانية.
هذا المنهج يثبت أنّ الفقر لا يجب أن يُعتَبر قدَراً محتوماً، بل هو نتيجة لاختلال في التوزيع والعدالة، يتوجّب على المجتمع والدولة العمل على إصلاحه.
دعوة المؤسسة للدول الغنية والمجتمع الدولي
وفي هذه المناسبة، تدعو مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية إلى اتخاذ إجراءات فورية في المجالات التالية:
· الدول الغنية والأفراد الميسورون: ندعوكم إلى تحمّل مسؤولياتكم الأخلاقية والإنسانية تجاه الفقراء والمحرومين حول العالم، فلا ينبغي أن تقتصر المساعدة على الإعانات التقليدية، بل يجب أن تشمل استثمارات حقيقية في البنى التحتية والتعليم والرعاية الصحية في أفقر البلدان.
· زيادة المساعدات الإنسانية والإغاثية: من الضروري تعزيز الدعم الفوري والضروري للشعوب التي تعاني من النزاعات والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية الخانقة، من أجل ضمان حياة كريمة وصون كرامتهم.
· إلغاء أو تخفيف الديون: نطالب بدراسة إلغاء أو تخفيف الديون المترتّبة على الدول الفقيرة التي تستنزف ميزانياتها، وتُعيقها عن تقديم الخدمات الأساسية لشعوبها.
· تعزيز التنمية المستدامة والعدالة التجارية: من خلال العمل على بناء نظام تجاري عالمي أكثر عدلاً، وتمكين الدول النامية من النفاذ إلى الأسواق العالمية بشروط منصفة.
ونؤكد أنّ التضامن العالمي والعمل المشترك هما السبيل الوحيد للقضاء على الفقر المدقع وتحقيق مبادئ العدالة التي دعا إليها الإمام علي عليه السلام.
وفي الختام، فإننا نهيب بالجميع – أفراداً ومؤسساتٍ ودولاً – أن يتحرّكوا بروح الإيثار والمسؤولية من أجل إحداث تغيير حقيقي في حياة الفقراء والمحتاجين حول العالم.
مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية – واشنطن