
موقع الإمام الشيرازي
* إن شهر رمضان هو شهر الله سبحانه وتعالي، اختصّ به دون باقي الشهور، فهو شهر لتنظيم حياة الإنسان، والتغيير نحو الأفضل، والتطهر من کل دنس، والطاعة لله سبحانه.
* إن هناک فريقاً من الناس لا يتورعون عن المعصية ويکفّون عنها وعن المحرمات فحسب، بل يتورّعون عن التفکير فيها أيضاً، فهم يصومون عن المفطرات العامة، وتصوم جوارحهم عن ارتکاب الذنوب، کما تصوم جوارحهم عن التفکير فيها، وهذا صوم خاص الخاص، وهو أعلي مراتب الصوم وأقسامه.
* في شهر رمضان تُغلّ الشياطين، بيد أن عمل بني آدم قد يفتح الغلّ من الشيطان فيتسلّط عليه من جديد، فلنکن حذرين يقظين منتبهين جداً!
* مهما کان الإنسان بعيداً عن الخير والصلاح والتقوي، يمکنه أن يستفيد من أجواء شهر رمضان المبارک لتغيير نفسه، فإن الله تعالي أودع هذه القدرة في الإنسان، وشهر رمضان فرصة مناسبة جداً لهذا الأمر.
* من الممکن أن يغيّر الإنسان نفسه ولو خطوة خطوة، وشهر رمضان مناسبة جيدة جداً للتغيير.
* نحن، جميعاً، بحاجة الي ترويض وانتباه بحيث إذا دخل أحدنا شهر رمضان وخرج منه يکون قد تغيّر ولو قليلاً، وملاک التغير هو العمل بالمستحبات وترک المکروهات، وهي السور الثاني أو القنطرة الثانية التي ينبغي اجتيازها إذا اعتبرنا الواجبات والمحرمات السور أو القنطرة الأولي.
* شهر رمضان المبارک هو شهر بناء الذات وتغيير النفس، وهذا الأمر مطلوب من الجميع، يستوي في ذلک أهل العلم وغيرهم، ومهما يبلغ المرء درجة في هذا الطريق فثمة مجال للرقي أيضا.
* بناء الذات واجب عيني في حد أداء الواجبات وترک المحرمات، فعلي الإنسان أن يحاول في شهر رمضان المبارک أن يعمل حتي يبلغ مرحلة يعتقد فيها أنه تغير فعلا وأنه أصبح أحسن وأفضل من السابق.
* الصلوات والأدعية والزيارات والأعمال والواردة في شهر رمضان المبارک بنفسها معدات لتحقق بناء الذات، بيد أن المرء قد لا يسعه الوقت للقيام بها کلها، بسبب تزاحمها مع مشاغل أخري قد تکون مطلوبة هي الأخري کالتبليغ مثلاً، من هنا، فليس هناک طريق للتوفيق أسهل من طريق محاسبة النفس، لأنها مطلوبة جداً ولها تأثير کبير علي الإنسان.
* ليخصص المرء کل يوم من شهر رمضان بعض وقته ويخلو فيه، ليراجع ما قد مضي منه خلال الساعات الماضية، فينظر ما عمل وما قال وما سمع وما رأي وما أخذ وما أعطي، وکيف تصرف مع زوجته وأصدقائه وزملائه؟ وباختصار.. ليدقق مع نفسه فيم صرف وقته؟ ليصمم بعد ذلک علي أن يزيد من حسناته ويقلل من سيئاته.
* لقد خص الله عزّ وجلّ شهر رمضان الفضيل بالخصائص العظيمة دون سائر الشهور، لذا فهو فرصة مهيئة من أجل الاهتداء والهداية.
* ينبغي التوجه في شهر رمضان الکريم إلي محاسبة النفس کل يوم ولو لدقائق يستعرض الشخص فيها ما قال وعمل، وما سکت عنه وترک، خلال يومه وليلته.
* من المهم في شهر رمضان الفضيل قراءة دعاء الإمام السجاد صلوات الله عليه الذي کان يدعو به في السحر من ليالي شهر رمضان، وهو مما رواه المحدث الثقة أبو حمزة الثمالي ‹عليه الرحمة›، وإن لم يوفق الشخص لقراءة کل الدعاء، فليقرأ جزء منه کل ليلة بتفهم وخشوع، فإنه من أبواب إصلاح النفس التي هي أعدي الأعداء.
* يلطّف شهر رمضان المبارک المشاعر والأحاسيس، بما جعل فيه من البرامج، وخاصة الصيام، التي تجعل الإنسان يشعر بآلام الفقر ويعيش، ولو بنسبة، مآسي المحرومين، لذا ينبغي للمؤمنين الکرام الاهتمام أکثر من ذي قبل بالفقراء والمحرومين في کل بلاد العالم، وخاصة في بلدهم، فقد استشري الحرمان والفقر في کثير من البلاد من جراء المناهج الوضعية الناقصة، والابتعاد عن أحکام الله تعالي الکاملة والمستوعبة، ويکون ذلک خطوة في سبيل تقليص هذه المعاناة المؤلمة.
* في استقبال شهر رمضان الفضيل الذي خصه الله تعالي بأن أنزل فيه أعظم کتاب في تاريخ السماء لإسعاد البشريّة إلي الأبد، وخصّه الرسول الأکرم صلي الله عليه وآله بأن وصفه بقوله: «وجعلتم فيه من أهل کرامة»، ينبغي لعامة المؤمنين والمؤمنات في کل مکان من أرجاء الأرض أن يهيئوا أنفسهم للاستفادة الکاملة من هذه الضيافة الربانية العظيمة والشاملة.
* ينبغي علي المؤمنين والمؤمنات العمل الجاد لتکثير المجالس الدينية، وتعظيم الشعائر الحسينيّة، وندوات الأدعية الشريفة في أيام شهر رمضان ولياليها، وإقامة صلوات الجماعة وحلقات تلاوة القرآن الحکيم والتدبر فيه، وتجويده وتفسيره، في کل مسجد، وحسينيّة، ومعهد، ومدرسة، وسائر الأماکن العامة المناسبة، وجمع أکبر قدر ممکن من المؤمنين أو فيها، والعمل بما أمر النبي الأعظم ‹صلي الله عليه وآله› من تعميم الإطعام في هذا الشهر الکريم حتي للفقراء والضعفاء.
* ينبغي علينا في شهر رمضان المبارک قراءة الخطبة النبويّة الرمضانية الشريفة، التي رواها الإمام أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه قراءة تأمل وتدبر، ومحاولة تطبيقها علي الحياة العمليّة في أيام وليالي هذا الشهر، کلٌ حسب طاقته وقدرته.
* ينبغي علينا في شهر رمضان المبارک تلاوة القرآن الحکيم والتدبر فيه، فهو المقياس الأدبي لسعادة الدنيا والآخرة، فمن اتبعه سعد في الدارين ومن ترکه شقي في الدين.