LOGIN
shirazi.ir
"سماحة المرجع الشيرازي دام ظله:"
هنيئاً لخدّام الشعائر الحسينية وللزائرين الحسينيين
رمز 17602
نسخة للطبع استنساخ الخبر رابط قصير ‏ 18 صفر الأحزان 1436 - 11 ديسمبر 2014
موقع الإمام الشيرازي

ما أكثر القصص! وما أكثر العبر! لكن المهم أن نعتبر ولو بقصة واحدة

المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، رحلته في طلب العلم، على مدار أكثر من نصف قرن، بدأت من مدينة الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه، حاضرة العلم والعلماء، كربلاء المقدّسة، في بيت عتيق بالعلم، وعريق بالفقاهة، وعتيد في مواجهة الطغاة، وصنديد في الردّ على أصحاب أفكار الهوى والضلال، وعُرِف ـ في شرق الأرض وغربها ـ بمراجع وقادة، سجّل التاريخ لهم، وحفظ الوجدان ـ على مدى قرنين ـ مواقف مازالت إلى اليوم محلّ اعتزاز وافتخار، وصولات في التغيير والإصلاح، وفي التأسيس والبناء لهم إنجازات شامخات.

الرحلة العلمية - الإصلاحية تلك، كانت ومازالت مليئة بالأحداث والآلام والتضحيات، وقد تمخّض عنها بحوثاً استدلالية علمية دقيقة كتبها للفقهاء والمجتهدين، ومؤلّفات عديدة، لمختلف المستويات الحوزوية، فضلاً عن أنه لا زال، ومنذ ربع قرن، يتحف الحوزات العلمية ببحثه الخارج في الفقه والأصول.

بموازاة ذلك، فقد كتب باقة من عشرات المؤلّفات، وألقى مئات المحاضرات، التي تناولت الدين والدنيا، والسياســة والاقتصاد، والمجتمع والأخــلاق، والماضــي والحاضر، والتاريخ والمســتقبل، واستعرض من خلالها أزمــات الفكر وعقده، ومعاناة الإنسان وهموم مجتمعات، وظلم أنظمة وطغيان حكّام، وتحدّيات الأمّة وتطلّعاتها، وعبر تلك السنوات وفي أكثر من بلد، قدّم تشخيصاً للأزمات، واستشرافاً للحلول، وطرح رؤيته للواقع (ناقداً ومنظّراً)، وواكب المستحدثات (فقهاً وفكراً)، انطلاقاً من أصالة أساسها القرآن الكريم، والسنّة النبوية الشريفة، وتراث أهل البيت صلوات الله عليهم، وتتحرّك عبر منهجية التقييم من أجل الإصلاح، والتقويم من أجل التنمية، والعمل من أجل تحسين الحال، والنصيحة من أجل بناء إنسان صالح، ومجتمع فاضل، ودولة عادلة.

 


ومن كلمات سماحته دام ظله:

* أنتم الذين تقصدون زيارة أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه يجب أن تعرفوا قدر أنفسكم والمنزلة العظيمة التي خصّكم الله تعالى بها.

* لقد منع بنو أمية وبنو العباس المؤمنين عن زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه سنين طويلة، وقد حاصروا المرقد الشريف، واعتقلوا، وعذّبوا كل مَنْ يقترب من المرقد.

* حينما اندلع الصراع بين الأمويين والعباسيين، قال الإمام الصادق صلوات الله عليه لأحد المؤمنين: بلغني أنكم تزورون قبر جدي الحسين صلوات الله عليه في كل عام، وتقرؤون الأشعار، وتقيمون العزاء، وتصطحبون معكم النساء، فقال الرجل، نعم يا بن رسول الله, وإذا ذاك بدأ الإمام الصادق صلوات الله عليه بالدعاء لمن يزور الإمام الحسين صلوات الله عليه في النصف من شعبان.

* من المهم جداً لزوّار المراقد المقدّسة: الاتصاف بهذه الصفات الإيمانية الفاضلة، لتحقيق أدب الزيارة ونتائجها المرجوة، وهي: أولاً: الإخلاص لله تعالى في العمل، وهو الأمر الذي بلغ بسيد الشهداء صلوات الله عليه إلى هذه المنزلة الرفيعة. ثانياً: السعي والمشاركة في إنجاز الأعمال الصالحة. ثالثاً: الالتزام بالأخلاق الحسنة.

* لقد كانت تضحية الإمام الحسين سلام الله عليه في سبيل الله تعالى استثنائية وفريدة من نوعها، ولذلك فقد كافأ الله تعالى الحسين سلام الله عليه مكافأة استثنائية وخصّه بأمور لم يخصّ بها حتى من هو أشرف منه وهم جدّه وأبوه وأمه وأخوه – كما قال سلام الله عليه: (جدّي خير منّي، وأبي خير منّي، وأمي خير منّي، وأخي خير منّي).

* من العطاءات الاستثنائية التي خصّ الله تعالى بها الحسين سلام الله عليه دون غيره أن جعل التربة التي استشهد فيها خير بقاع الأرض على الإطلاق، فحتى المكان الذي حلّ فيه لم يكن مثله مكان، وهكذا الزمان كما قال أخوه الإمام الحسن سلام الله عليه: (لا يوم كيومك ياأبا عبد الله).

* لقد امتاز وتفرّد الإمام الحسين صلوات الله عليه في كل شيء .. ومن ذلك الثواب والأجر الفريد والاستثنائي الذي ادّخره الله تعالى لناصريه، وهكذا العقاب المتميّز الذي أوعد عليه قاتليه وخاذليه, وهذان لا يختصّان بمن عاصروه، بل يشملان حتى عصرنا.

* من يضع نفسه في خدمة الإمام الحسين سلام الله عليه ونصرة طريقه وتعظيم شعائره ومن يشجّع الآخرين على إقامة المواكب ومجالس العزاء عليه، فسيعامل معاملة استثنائية ويثاب ثواباً استثنائياً من الربّ الجليل.

* من يخذل الإمام الحسين سلام الله عليه ومجالسه وعزاءه ويحاربه ويحارب مواليه فسينال أشدّ العذاب في الآخرة بما لا يعذّب به أحد.

* اعلموا أن كل من أصابه العناء في طريق الإمام سلام الله عليه أكثر نال أجراً أعظم، واسعوا لئلا تكونوا خجلين أمام الحسين سلام الله عليه.

* ينبغي للذين يسكنون مدينة كربلاء أن يعرفوا قدر هذه المدينة ويعرفوا أنهم يجاورون قبر الإمام سيد الشهداء سلام الله عليه.

* هنيئاً للذين يوفَّقون للخدمة بنيّة خالصة في طريق تعظيم الشعائر الحسينية وإقامة مجالس الحزن والعزاء على مصاب أبي عبد الله سلام الله عليه، وكلّ من كانت خدمته أكثر في هذا الطريق وكل من بذل جهداً أكبر نال الأجر والثواب على قدر سعيه وهمّته وما قدّمه.

* اعلموا أن كل ما تقومون به من خدمة في سبيل الإمام الحسين سلام الله عليه فهو يعلمه ويثبته لكم ليجزيكم الله تعالى به.

* كل ما تقدّمونه من خدمة للإمام الحسين سلام الله عليه سيسجّل في صحيفة أعمالكم، وأن الإمام سلام الله عليه يعلم بها أيضاً مهما كانت, فبادروا إلى تقديم الأفضل والأكثر لتنالوا أعظم الدرجات إن شاء الله تعالى.

* أقبل علينا شهر محرم الحرام وبعده يأتي شهر صفر، ثم يكون لكلّ منكم سجلّ بعد انقضاء هذين الشهرين، فمن كان سجلّه أغنى وأثقل نال عناية الإمام سيد الشهداء سلام الله عليه أكثر في الدنيا والآخرة.

* إنكم تعيشون في أرض كربلاء المقدّسة وبالقرب من المرقد الطاهر للإمام الحسين سلام الله عليه وأخيه أبي الفضل العباس سلام الله عليه، فينبغي لكم أن تعرفوا قدر هذه النعمة، فإنّه لتوفيق عظيم من الله تعالى ومنّة منّ بها عليكم خصوصاً وعلى أهل كربلاء عموماً, فأنتم مشغولون في حرم أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه بخدمته وخدمة زوّاره، بينما كثير من الناس في العالم يتمنّون المجيء الى كربلاء ومن أجل التشرّف بزيارته.

* أنتم الشباب الغيور من أهالي مدينة كربلاء المقدّسة، عامة والسادة خدم الإمام الحسين وسيدنا العباس سلام الله عليهما خاصّة، عليكم أن تقتدوا بصاحب القبّة السامقة التي تعيشون في ظلها، وأن تكونوا على درجة رفيعة في الأخلاق الحسنة، لأن ملايين الناس يفدون سنوياً لزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه، ويحتمل أن يكون بينهم عدد ضئيل قد لا يحسن التصرّف، ولكن هذا لا يعفيكم من أن تعاملوهم معاملة حسنة أيضاً، لأنهم جميعاً ضيوف الإمام وزوّاره يبيتون أياماً قليلة ثم يرحلون، فالحريّ بكم أن تعاملوهم معاملة إذا عادوا إلى أوطانهم ذكروكم بخير وتحدّثوا عن أخلاقكم الرفيعة, ويجب أن تكونوا منتبهين جدّاً لهذه النقطة؛ لأنه إذا ما تصرّف فرد واحد منكم بصورة خاطئة فإن هذا قد يعطي انطباعاً سيّئاً حتى عن المجموع.

* ورد في إحدى زيارات الإمام الحسين سلام الله عليه التي رواها الأعاظم، عن كامل الزيارات للمرحوم ابن قولويه القمّي، وفي المزار للشهيد الأول ومصباح ابن طاووس والعلاّمة المجلسي في البحار عن الإمام الصادق سلام الله عليه: «أشهد أنك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهّر، طهُرتَ وطهُرتْ بك البلاد وطهرت أرض أنت بها وطهر حرمك», عشر صيغ مكرّرة وغير مكرّرة من مادة «طهر» استعملها الإمام الصادق سلام الله عليه في مخاطبة جدّه الإمام الحسين صلوات الله عليه, ونسبة الطهر إلى الإمام إذا قصد منها العصمة، فهذا يعني أن هناك خصوصية للإمام الحسين صلوات الله عليه في هذا المجال لا يشاركها فيها إلاّ أخوه الإمام الحسن صلوات الله عليه، فالنبي صلّى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والصديقة الطاهرة والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذريّته سلام الله عليهم كلّهم طاهرون مطهّرون لأنهم كلّهم معصومون بلا شكّ، ولكن ليست كل أمّهات الأئمة ولا أمّ النبي وأمّ الإمام أمير المؤمنين معصومات، كما أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا ينحدران من أبوين معصومين، وإن كان آباء المعصومين كلّهم طاهرون وأمهاتهم كلّهنّ طاهرات، ولكن ليست الطهارة التي من سنخ العصمة إلاّ أبو الإمامين الحسن والحسين وأمّهما، وأبو الصديقة الزهراء وآباء الأئمة التسعة من ذريّة الحسين صلوات الله عليه, وبعبارة أخرى إن النبي صلّى الله عليه وآله وهو سيّد الأولين والآخرين ينحدر من أبوين طاهرين ولكنهما ليسا بمعصومين، وهكذا الحال بالنسبة لأمير المؤمنين, أما الصديقة الزهراء والأئمة التسعة من ذريّة الحسين فكلّهم ينحدرون من أب معصوم لكن أمّهاتهم ليست معصومات ولذلك يخاطب الإمام الصادق صلوات الله عليه جدّه الإمام الحسين صلوات الله عليه بقوله: «أشهد أنك طهر طاهر مطهر من طهر طاهر مطهر», وإثبات العصمة لهؤلاء الأشخاص الأربعة عشر هو مما تسالم عليه الشيعة الإمامية, وهذه خصيصة للإمام الحسين صلوات الله عليه لم يشاركها فيه إلاّ أخوه الإمام الحسن صلوات الله عليه.

* كلٌّ يستفيد من المجالس والشعائر التي تقام في شهري محرّم الحرام وصفر الخير بمقدار، فلْنَسعَ لأن نستفيد أكثر ما يمكننا.

* لقد عُبّر عن الإمام الحسين سلام الله عليه في إحدى زياراته بـ «الطُهْر» حيث يخاطبه الإمام الصادق سلام الله عليه فيها بقوله: «أشهد أنّك طُهْرٌ»، والطُهر في اللغة يُطلق على ما هو طاهر ومُطهِّر.

* إن الذين يُطهَّرون بالإمام الحسين سلام الله عليه هم نحن، ودورة هذا التطهير كل أيّام السنة، وربيعه شهرا محرّم وصفر، لأن الإنسان مهما كان طاهراً، فهو يبقى بحاجة إلى بلوغ مراتب أعلى في الطهارة.

* لنسع كلٌّ منّا للاستفادة من مطهريّة الإمام الحسين سلام الله عليه بنحو أفضل، وأحد الطرق لذلك هو أن نعزم على تحقيق أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه في جميع شؤون حياتنا.

* إن وليّ دم الإمام الحسين سلام الله عليه هو حفيده الإمام الحجّة عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وهذه التعازي التي نقوم بها كلّها لا تسدّ مسدّ الثار لدم الحسين سلام الله عليه، فاسألوا الله تعالى أن يبقينا أحياءا حتى ظهور المنتقم لدم الإمام الحسين سلام الله عليه، وهو الإمام المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف، أو أن يرجعنا إلى الحياة، إنْ لم يمتدّ بنا العمر، لكي نشاركه في المطالبة بدم جدّه الإمام الحسين سلام الله عليه.

* إن مشاركة الذين شاركوا ويشاركون في عزاء الإمام الحسين سلام الله عليه في أيام محرم كل عام، فإن مشاركاتهم ستدوّن في سجلّ أعمالهم الصالحة وسيثابون عليها إن شاء الله تعالى.

* كلّ ما يتعلّق بسيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه هو استثناء ومتفوّق على غيره.

* إن أول من أقام مجلس العزاء على الإمام الحسين سلام الله عليه هو الله جلّ جلاله حين أخبر بما سيجري على الإمام الحسين سلام الله عليه، فبكى جبرئيل مع آدم سلام الله عليهما كما تبكي الأم الثكلى.

* لقد صرنا نشهد اليوم انتشار مجالس ذكر الإمام أبي عبد الله سلام الله عليه وإحياء شعائره المقدسة في كل بقاع العالم، وتوسعها يوماً بعد يوم رغم المحاولات الكثيرة والمتعددة لأعداء أهل البيت سلام الله عليهم في محو وطمس معالم النهضة الحسينية.

* سعى أعداء أهل البيت سلام الله عليهم بمختلف الأساليب والعناوين أن يطفؤوا نور الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الأبرار سلام الله عليهم أجمعين، ويأبى الله سبحانه إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

* لقد قال الإمام الرضا سلام الله عليه: «إن يوم الحسين أقرح جفوننا»، وهذا يدل على مدى تأثرهم صلوات الله وسلامه عليهم بمصاب سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه.

* هنيئاً لمن يخدم في مجالس سيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه أكثر ويتحمل الصعاب في هذا الطريق.

* أوصي أحبتي المؤمنين بمضاعفة الجهود في سبيل نشر معالم ملحمة عاشوراء الخالدة، وإقامة الشعائر الحسينية، وتحمّل الصعاب والأذى مهما زادت، كما تحمّل المؤمنون من قبل، لأن الله تبارك وتعالى يعامل كل ما يتعلّق بالإمام الحسين سلام الله عليه معاملة استثنائية.

* بمقدار ما يتحمل المرء من عناء في سبيل قضية وشعائر الإمام الحسين سلام الله عليه يؤجر، وللإخلاص في هذا المجال أهمية كبيرة.

* روى أحد الأصحاب (وهو المفضّل بن عمر) عن الإمام الصادق سلام الله عليه أنه قال: «تزورون (أي الإمام الحسين سلام الله عليه) خيرٌ من أن لا تزوروا، ولا تزورون خير من أن تزوروا». وكما تعجبتم الآن، إذ سمعتم هذا الحديث، تعجّب المفضل أيضاً، وقال للإمام: قطعت ظهري، فقال له الإمام (عليه السلام) موضحاً: «تالله إنّ أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً وتأتونه (أي الإمام الحسين سلام الله عليه) أنتم بالسُّفر. كلاّ، حتى تأتونه شُعثاً غُبراً». يتبيّن من هذا الحديث أنّ فريقين من الناس يأتون لزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه، الفريق الأوّل هم الذين يزورون الإمام سلام الله عليه عارفين بحقّه ـ وإنْ على مستواهم ـ فهؤلاء أن يزوروا خير من أن لا يزوروا، مهما كلّف الأمر. أما أولئك الذين يأتون للزيارة وكأنّهم خارجون للنزهة والسياحة ـ وكما عبّر عنهم الإمام سلام الله عليه «بالسُّفر» ـ التي فيها أنواع الأطعمة، لابسين أفخر الثياب متزينين متعطّرين، لا يعرفون حقّ الإمام سلام الله عليه ولا يعظّمون مصابه، فهؤلاء أن لا يزوروا خير لهم من أن يزوروا.

* لاشك أنه يستحبّ للإنسان أن يلبس أحسن لباسه وأن يغتسل ويتطيّب، إذا أراد أن يزور النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وسائر المعصومين من أهل بيته (سلام الله عليهم) إلاّ الإمام الحسين سلام الله عليه فإنّه يُستحبّ للزائر أن يزوره أوّل وصوله، وهو كئيبٌ حزينٌ مكروبٌ مشعثٌ جائعٌ عطشان, فإن الإمام الحسين سلام الله عليه ـ كما قال الإمام الصادق سلام الله عليه في توجيه استحباب الزيارة على هذه الحالة ـ قُتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبرّاً جائعاً عطشاناً.

* لا ينبغي للمؤمن ترك زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه، على أي حال, وكما قال الإمام سلام الله عليه تزورون خير من أن لا تزوروا.

* يتوجّه سنويّاً الملايين لزيارة الإمام الحسين سلام الله عليه من بينهم الآلاف الذين يذهبون مشاة في أيام الأربعين، والله أعلم كم بلغوا خلال ما مضى من سنوات، منذ استشهاد الإمام الحسين سلام الله عليه؟! وكم سيبلغون خلال السنوات القادمة حتى تقوم الساعة؟!.

* تعود سنّة المشي لزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه في جذورها إلى عصر الأئمة المعصومين سلام الله عليهم، فهم أنفسهم رغبوا في ذلك .

* رغم أن الإمام الحسين سلام الله عليه ليس محتاجاً لنا ولزيارتنا، وأن الآلاف من الملائكة مقيمون على قبر الإمام الحسين سلام الله عليه، ولكنه سلام الله عليه يحثّنا أيضاً على زيارته، ولا يتوقّع من محبّيه أن يجفوه مهما كانت الظروف والأحوال.

* قصة رواها كثير من العلماء في كتبهم، يسندونها إلى محمد بن داود بن عُقبة، أنه قال: كان لي جار يُعرف بعليّ بن محمد قال: كنت أزور الحسين سلام الله عليه في كل شهر، ثم علت سني وضعف جسمي، فانقطعت عن الحسين سلام الله عليه مدة، ثم خرجت في زيارتي إيّاه ماشياً، فوصلت في أيام، فسلّمت وصليت ركعتي الزيارة ونمت، فرأيت الحسين سلام الله عليه قد خرج من القبر وقال لي: يا علي، جفوتني وكنت لي براً؟! فقلت: يا سيدي ضعف جسمي، وقصرت خطاي، ووقع لي أنها آخر سني فأتيتك في أيام، وقد روي عنك شيء أحب أن أسمعه منك. فقال سلام الله عليه: قل، فقلت: روي عنك من زارني في حياتي زرته بعد وفاته. قال سلام الله عليه: نعم قلت ذلك، وإنْ وجدته في النار أخرجته.

* أوصي العازمين للذهاب مشياً إلى كربلاء أن يحملوا معهم نسخة من كتاب كامل الزيارات لابن قولوية القمي (ت367 هـ) لأن فيه روايات كثيرة تبيّن عظمة زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه وما يكتب الله تعالى لها من الأجر، وفيه روايات تتحدث عمّا للمشاة حين يدخلون كربلاء، وما لهم في كل ساعات وجودهم للزيارة، وما لهم حين يريدون الخروج منها والعودة إلى أوطانهم، فقد روي أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله يرسل لكل زائر من زوار الإمام الحسين سلام الله عليه حين يريد الخروج والوداع ملكاً يبلغه السلام من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله.

 

  • لا يوجد تعليق لهذا الخبر