LOGIN
alshirazi.org
"عبقات عاشورائية ( 25)"
جبرئيل أوّل من أقام العزاء للإمام الحسين سلام الله عليه
رمز 16516
نسخة للطبع استنساخ الخبر رابط قصير ‏ 3 صفر الأحزان 1433 - 28 ديسمبر 2011
يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله:

إن أوّل مأتم أقيم على الإمام الحسين سلام الله عليه كان في الجنان.

أمّا أوّل من قرأ العزاء على الأرض للإمام الحسين سلام الله عليه فكان ملاك الوحي جبرئيل عليه السلام، قرأ العزاء الإمام الحسين سلام الله عليه لآدم أبي البشر عليه السلام.

«روى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ أنّه رأى ساقَ العرش وأسماءَ النبي صلّى الله عليه وآله والأئمة سلام الله عليهم فلقّنه جبرئيل؛ قل: يا حميد بحقّ محمّد، يا عالي بحقّ عليّ، يا فاطر بحقّ فاطمة، يا محسن بحقّ الحسن والحسين ومنك الإحسان. فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه وقال: يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي. قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب. فقال: يا أخي وما هي؟ قال يُقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه يا آدم وهو يقول وا عطشاه وا قلّة ناصراه حتّى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يجبه أحد إلاّ بالسيوف وشرب الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه، وينهب رحلَه أعداؤه وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ومعهم النسوان، كذلك سبق في علم الواحد المنّان. فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى».

فهذا أوّل مأتم أقيم على أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه في الأرض وكان الناعي وقارئ العزاء فيه جبرئيل، ولقد أبكى بما قرأ آدم أبا البشر وبكى هو أيضاً مع أنّه ليس كالبشر في عواطفهم.

ولم نسمع مثل هذه الروايات بشأن سائر أصحاب الكساء سلام الله عليهم مع أنّهم كلّهم مظلومون واستشهدوا جميعاً في سبيل الله تعالى. فنحن لا نستطيع أن ندرك عظمة مظلومية رسول الله صلّى الله عليه وآله في هذا العالم، ولا يتيسّر لنا ذلك إلاّ في عالم الآخرة حيث سيكشف لنا الستار قليلاً عن مصائبه صلّى الله عليه وآله. وهكذا الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه فهو أوّل مظلوم بعد رحيل رسول الله صلّى الله عليه وآله، ففي زيارته نخاطبه قائلين: «السلام عليك يا وليّ الله، أنت أوّل مظلوم وأوّل من غُصب حقّه».

ولقد كانت الصديقة الزهراء سلام الله عليها الجوهرة التي قال الله تعالى في حقّها مخاطباً أباها رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لولا فاطمة لما خلقتكما». وقد تحمّلت من المصائب والأذى الشيء الكثير في سبيل الدفاع عن حريم الرسالة والولاية وهداية الأمّة حتى قضت سلام الله عليها شهيدة.

وهكذا الإمام الحسن سلام الله عليه، فقد تحمّل هو الآخر ما تحمّل، وإننا عاجزون عن درك مظلوميته سلام الله عليه، وما ندركه من مظلومية أصحاب الكساء وأهل البيت سلام الله عليهم عموماً قليل جداً.

ولكن مع أنّهم سلام الله عليهم جميعاً عاشوا مظلومين واستشهدوا مظلومين، ولكن لم يرد في الروايات أنّ آدم أبا البشر وجبرئيل عليهما السلام بكيا على مصابهم قبل وقوعها بآلاف سنين وبالنحو الذي وُصف، إلا ما كان من بكائهما على الإمام الحسين سلام الله عليه لما سيحلّ به في كربلاء.  

 

 
 


 
ody>