في يوم العشرين من شهر صفر سنة إحدى وستين للهجرة وفي طريق عودتهم من الشام إلى المدينة عرّجت قافلة السبايا لآل البيت الأطهار صلوات الله عليهم إلى كربلاء, ليجدّدوا عهداً بمرقد مولانا سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه. ولما وصلوها استقبلن العلويات مرقد أبي عبد الله سلام الله عليه بالصراخ والعويل, وسالت الدموع كل مسيل، وقضين أياماً ثلاثة كنّ من أثقل الليالي وأوجعها على أهل البيت صلوات الله عليهم، فلم تهدأ لهم عبرة حتى بحت الأصوات وتفتت القلوب.
وذكرت الروايات الشريفة أن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري قد وفد إلى التشرّف بزيارة مرقد الإمام الحسين صلوات الله عليه، فالتقى به مولانا الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، وأخلد يحدّثه عمّا جرى عليهم من صنوف الرزايا والظلم من بني امية لعنهم الله، ثم غادروا كربلاء متوجّهين إلى مدينة جدّهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
تخليداً لهذه الذكرى الأليمة قام جمع من الشباب أعضاء (هيئة يالثارات الحسين صلوات الله عليه) لأهالي كربلاء المقيمين في مدينة قم المقدّسة بإقامة موكب شبيه صوّر رجوع قافلة السبايا من أهل البيت صلوات الله عليه إلى كربلاء المقدّسة.
انطلق الموكب عصر يوم الجمعة الموافق للتاسع عشر من شهر صفر المظفّر 1433 للهجرة، من شارع آذر بمدينة قم المقدّسة, متّجهاً صوب المرقد الطاهر لمولاتنا كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها، وتقدّمته المشاعل وجوقة من أصحاب الطبول والصنوج والأبواق. وصاحب مسير الموكب في شوارع المدينة قراءة المراثي والقصائد الشجية.
وبعد أن أقام المشاركون في الموكب مجلس العزاء في الصحن الشريف لمرقد مولاتنا فاطمة المعصومة سلام الله عليها وتصوير كيفية زيارة العلويات الطاهرات من أهل البيت والإمام سيد الساجدين سلام الله عليه لمرقد مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه، خرجوا إلى شوارع المدينة وختموا مسيرتهم في بيت المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وأقاموا فيه مجلساً للعزاء بحضور نجل المرجع الشيرازي حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي دام عزّه والفضلاء بمكتب سماحته.