قام جمع من أعضاء (موكب عقيلة بني هاشم سلام الله عليها ـ الشيرازية) من الكاظمية المقدّسة، بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم السبت الموافق للسادس عشر من شهر ربيع الأول 1435 للهجرة، واستمعوا إلى إرشادات سماحته القيّمة، فيما يخصّ خدمة القضية الحسينية المقدّسة، وشرف وفضل هذه الخدمة العظيمة، مشيراً إلى ماقام به أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه وعليهم السلام، حيث قال سماحته:

الإنسان بالنيّة يبتعد، وبها يتقرّب. وفي الحديث الشريف عن مولانا النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله: (من أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم). إذن ألا تحبّون عمل أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه؟

وقال سماحته: هذا شرف عظيم أن يكون فكر الإنسان وأمله وتوجّهه وعمله ونشاطه كلّه شاخصاً للإمام الحسين صلوات الله عليه. فالله سبحانه وتعالى رفع شأن الإمام الحسين صلوات الله عليه رفعة خاصّة، ولا شكّ أن الإمام الحسين صلوات الله عليه يفتخر بأنه فدائي لجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله. فقد قالوا في وصف لسان حال الإمام الحسين صلوات الله عليه: (إن كان دين محمّد لم يستقم إلاّ بقتلي ياسيوف خذيني). وهذا فخر للإمام الحسين صلوات الله عليه، وفخر لرسول الله صلى الله عليه وآله حيث صار هكذا ابن ابنته. وعلماً بأن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من الحسين صلوات الله عليه، وهكذا أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء والإمام الحسن صلوات الله عليهم، كلّهم أفضل من الإمام الحسين، كما قال هو صلوات الله عليه. ولكن مع ذلك كلّه نرى ان الإمام الصادق صلوات الله عليه، قال بأن الأنبياء يستأذنون من الله تعالى في زيارة الحسين، فيأذن الله لهم. فسأله أحد ممن كان جالساً عن الإمام: حتى محمّد؟ قال الإمام صلوات الله عليه: حتى محمّد.

وشدّد سماحته، قائلاً: من يحبّ عمل أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه، ويخاطبهم بقوله: (بأبي أنتم وأمّي) عليه أن يحاول بأن يكون وجوده في الطريق نفسه الذي بذل فيه أصحاب الإمام الحسين صلوات الله عليه كل ما عندهم. فهل هناك ما هو أكثر قدراً وقيمة من العمل للإمام الحسين صلوات الله عليه؟ ولو أن الله تعالى أعطاكم جبالاً من ذهب، فهل سيعدل ذلك ويساوي قدر وقيمة خدمة الإمام الحسين صلوات الله عليه؟

وأكّد دام ظله: أوصيكم بكلمة واحدة، هي: إنّ طريق الإمام الحسين صلوات الله عليه فيه أشواك، ومن هذه الأشواك هم الأعداء والأصدقاء الجهلة، والأشواك تدمي القدم وتعيق سرعة المشي وسرعة العمل، ولكن عليكم أن لا تستسلموا لها وأن لا تتعبنّكم ولا تحطّمنّ أعصابكم.

هنيئاً لكم، وتقبّل الله منكم، وشكر الله لكم