LOGIN
اللقاءات
alshirazi.org
"سماحة المرجع الشيرازي مؤكّداً على مظلومية أهل البيت اليوم أكثر من زمانهم:"
من المؤسف حقّاً عدم وصول فكر أهل البيت للعالم كلّه اليوم
رمز 18326
نسخة للطبع استنساخ الخبر رابط قصير ‏ 5 ربيع الأول 1438 - 5 ديسمبر 2016
في يوم الجمعة الثاني من شهر ربيع الأول 1438للهجرة (2/12/2016م)، قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، الخطيب المفوّه السيد عمار نخجواني (نقشواني) من أميركا، وذلك في بيت سماحته المكرّم بمدينة قم المقدّسة.
كما كان حاضراً في هذه الزيارة عدد من الفضلاء من القطيف السعودية ومن استراليا.
بعد أن رحّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بالضيوف الكرام، خاطب الضيف الكريم السيد نقشواني، وقال:
في الحياة الدنيا، يمكن للإنسان ذي المقوّمات القليلة أن يوفّق أكثر من الإنسان ذي المقوّمات الأكثر.
إنّ الشيخ الأنصاري قدّس سرّه ومنذ قرن ونصف، متحكّم على الفقهاء والعلماء من الناحية العلمية. فروآه وفتاواه مطروحة أكثر ممن كانوا قبله من العلماء، وممن جاءوا بعده، مع أنه رحمه الله لم يعمّر كثيراً، حيث عاش دون السبعين وتوفّي في عمر السابعة والستين. وقبله عمّر الكثير من العلماء، أكثر من سبعين سنة وثمانين وتسعين. وكان الشيخ الأنصاري رحمه الله، أيضاً، يعيش بربع عَين، أي إنّ إحدى عيناه كان لا يرى منها أو فيها أصلاً، والأخرى كانت مصابة وغير كاملة. ومع كلّ ذلك، صار الشيخ الأنصاري كما هو معروف ومشهور. وهذا الكلام سمعته من المرحوم السيد المرعشي النجفي رحمه الله تعالى، حيث كان كثير التتبّع.
وأوضح سماحته: عندنا في التاريخ، العديد من الناس، كان الأب منهم في القمّة، ولكن الإبن وفّق أكثر من الأب، كالعلاّمة المجلسي. فالمجلسي الأب رحمه الله كان القمّة في العلم والتأليف، ولكن المجلسي الإبن رحمه الله وفّق أكثر منه. وهكذا الشيخ الصدوق وأبوه رحمهما الله تعالى. فقد كان الأب من وكلاء الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه، وكان يكاتب الإمام صلوات الله عليه، ولكن الصدوق الإبن وفّق أكثر من أبيه. والمهم هنا وكما يقول القرآن الكريم هو العزم. فالإنسان لا يوفّق بالمؤهلات، بل يوفّق بالعزم. فكم من صاحب مؤهّلات لم يوفّق، والعكس بالعكس أيضاً.
وذكر سماحته قصّة من واقع الحياة، مشيراً إلى أن الدينا اليوم بحاجة كثيرة وكثيرة إلى فكر أهل البيت صلوات الله عليهم، وقال:
قبل حوالي أكثر من مئتي سنة كان يعيش في مدينة أُرومية الإيرانية عالم مسيحي وكان نشيطاً جداً ويتمتّع بذكاء وجدّ بالغين حتى أنه أصبح قسّاً وهو في الثانية عشرة من عمره، فنقلوه إلى الفاتيكان وتربّى على يد كبار القساوسة والكرادلة. وبعد عودته من الفاتيكان أصبح رئيس الكنائس كلّها في إيران. فصادقه أحد أهل العلم من أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم واستطاع أن يغيّره بعد مدّة من التباحث والمناقشة، فأصبح شيعياً وبدّل اسمه إلى محمد صادق تيمّناً باسم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وحفيده الإمام الصادق صلوات الله عليه، ولقّب بـ(فخر الإسلام)، وألّف كتباً في الدفاع عن الإسلام وردّ المسيحية أحدها يتألّف من ثمانية مجلّدات (بالطبعة الحجرية ـ الخطّية) وهو (أنيس الأعلام في نصرة الإسلام) وكتاب آخر في عشرة مجلدّات تحت عنوان (بيان الحق) حيث خصّص المجلد الرابع منه ـ في الطبعة القديمة الحجرية ـ للحديث عن شخصية النبيّ صلى الله عليه وآله وتاريخه ومعاجزه الواردة والمذكورة في كتب المسيحية، وأنا شخصياً قرأت هذا المجلّد في كربلاء المقدّسة، ولو طبع طبعة جديدة ربما زاد على الأربعة مجلّدات؛ وصار يتجوّل في مدن إيران ويلقي الخطب ويدعو الناس إلى أهل البيت صلوات الله عليهم، فاهتدى على أثر ذلك الكثير والكثير من النصارى (المسيح) في إيران.
وعقّب سماحته، قائلاً: إنّ فكر أهل البيت صلوات الله عليهم قمّة، ولكن يجب إيصاله للناس وببلاغ مبين، كما يذكر ذلك القرآن الكريم، أي بلاغاً مقنعاً. فإذا وصل هذا النوع من البلاغ المبين المقنع، فسيقبله الناس، لأن المعاندين من الناس هم قلّة، ممن وصفهم القرآن الكريم، بقوله عزّ من قائل: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
وشدّد سماحته بقوله: كما ان المجالات في دنيا اليوم مفتوحة للعمل، وتوجد الفرص لبذل الجهود في سبيل إيصال فكر أهل البيت صلوات الله عليهم، ونشره في العالم، وتعريفه للعالمين. ومادام الإمكانيات متوفّرة وموجودة في الدنيا، وكذلك وجود الحريّات، فيجب استثمار ذلك في نشر فكر أهل البيت صلوات الله عليهم. واعملوا ان أهل البيت صلوات الله عليهم في دنيا اليوم مظلومون أكثر من زمان حياتهم. ففي أيّام حكم بني أميّة وبني العباس، لم يكن بالإمكان التبليغ لهم صلوات الله عليهم، ولكن اليوم هذا الأمر ممكن، وهذا بحاجة إلى تظافر الجهود، والتكاتف، ووحدة الصفّ الشيعي، حتى تكون الموفقيّة أكثر.
وخاطب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، الضيف الكريم، مؤكّداً: المهم في هذا الأمر، أيضاً، هو صناعة الأفراد أمثالكم. وهذا بحاجة إلى الوقت الكثير، وعليكم بالشباب.
كما أوصيكم بالانشغال والاهتمام بهذا العمل، أي نشر فكر أهل البيت صلوات الله عليهم، وصناعة وتربية الأفراد فقط وفقط، والابتعاد عن الانشغال بالصراعات، مهما كانت، واجتنابها كليّاً. فالمهم والأهم اليوم هو نشر فكر أهل البيت صلوات الله عليهم، فقط.
وختم دام ظله، حديثه القيّم، وقال: شكر الله لكم الجهود المبذولة، واعلموا ان الإنسان كل ما يعمله لواقع الإسلام وهو أهل البيت صلوات الله عليهم، فهو قليل وقليل. كما أنه ليبعث على الأسى والتأسّف أن يصرف الإنسان عمره في غير أهل البيت صلوات الله عليهم. ومن الباعث على الأسى، أيضاً، أن لا يصل صوت أهل البيت صلوات الله عليهم إلى العالم كلّه، خصوصاً في يومنا الذي نعيشه حالياً.
هذا، وكان مما ذكره السيد عمار نقشواني لسماحة المرجع الشيرازي دام ظله، أنه قال:
سماحة السيد، وفّقنا الله تعالى أن بذلنا المساعي والجهود وقمنا بتأسيس (كرسي الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه للدراسات الشيعية) في جامعة هارفارد الأميركية. ونسعى بحوله تعالى وقوّته إلى الحصول على كراسي أخرى في الجامعة المذكورة باسم باقي المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، بل وحتى باسم أصحاب المعصومين صلوات الله عليهم المخلصين الثقاة المظلومين كأويس القرني وكميل بن زياد وزرارة وأبي بصير وأمثالهم رضوان الله تعالى عليهم.
وأضاف: عندما علم الوهابية بما نقوم به من تأسيس كرسي الإمام عليّ صلوات الله عليهم في الغرب، حاولوا إرشاء أصحاب الجامعة بثلاثة مليون دولار لكي لا يسمحوا بتأسيسه، ولكن أهل الكتاب أي أهل الغرب أصحاب مبدأ ويلتزمون بالعهود وكأن الإسلام في الغرب، فرفضوا رشوة الوهابية، وقالوا لهم بأننا ملتزمون بعقدنا مع الشيعة، ولا نتنازل عن هذا العقد حتى لو أعطيتمونا عشرين مليون دولار. فخابت محاولة الوهابية.
وأكّد السيد عمار نقشواني، أيضاً، بقوله: سماحة السيد إنّ أهل البيت صلوات الله عليهم ليسوا بمظلومين في الغرب. فالحريّة متاحة للعمل في سبيلهم صلوات الله عليهم. حتى ان الغرب اليوم بات يعرف الزيارة الأربعينية الحسينية، ويعرفون أنه يشارك فيها أكثر من عشرين مليون إنسان، وماذا تعني هذه الزيارة.
كما ان الغرب، صار اليوم، يميّز بين الشيعة وغيرهم من العامّة، وبات يعرف أن الشيعة هم أهل السلم والسلام والفكر السليم، أما بالنسبة لغير الشيعة فيتعاملون معهم بحذر ومراقبة وتحقيق.

  • لا يوجد تعليق لهذا الخبر