LOGIN
الأخبار
alshirazi.org
"بمناسبة ذكرى رحيل المجدّد الشيرازي الكبير قدّس سرّه الشريف في 24 شعبان المعظّم"
وإنقاذ أفغانستان المسلمة من الاستعمار البریطاني
رمز 35220
نسخة للطبع استنساخ الخبر رابط قصير ‏ 23 شعبان المعظّم 1444 - 16 مارس 2023

مايلي، كلمات كتبها بيده الشريفة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، حول كيفية إنقاذ المجدّد الشيرازي الكبير آية الله العظمى السيّد محمّد حسن قدّس سرّه، للشعب المظلوم في البلد الإسلامي أفغانستان، بالأخص الشيعة منه، من مخالب الاستعمار البريطاني:

ومن الإنجازات العظیمة للإمام المجدّد الشیرازي ـ قدّس سرّه ـ إنقاذ أفغانستان الإسلامیة من الاستعمار البریطاني الذي كان آنذاك أكبر قوّة علی وجه الأرض، حیث كان في استعماره (الصین) وكانت آنذاك ستمأة ملیون نسمة، و(الهند) وكانت آنذاك اربعمأة ملیون نسمة، غیر المستعمرات الاُخر التي هي دون ذلك في عدد الشعوب.

فقد كانت (أفغانستان) في عهد (الإمام المجدّد الشیرازي قدّس سرّه) ترزح تحت (بریطانیا) وكان عمیلها (عبد الرحمن خان) هو الحاكم الظالم الذي عیّنته في أفغانستان، ليعامل الشعب الأفغاني المظلوم المسلم بأقسی وأشدّ وأنكی المظالم، من الحبس، والتشرید، والتعذیب، والقتل، ومصادرة عامّة الحریّات، ومصادرة الممتلكات والأموال وإیقاع الفتنة بین الطوائف المختلفة وبالأخص شیعة أفغانستان المظلومین والمحرومین. فقد جاء في رسالة (عبد الرحمن خان) ـ كما في كتاب (سراج التواریخ ص 779) (یجب أن یتعامل مع الشیعة في أفغانستان بأشدّ التعذیبات وإخراجهم من أفغانستان ومصادرة كل ممتلكاتهم) وأعلن أیضاً (عبد الرحمن خان) أنّه یجب علی الجمیع إبادة شیعة أفغانستان.

ویجهّز جیشاً كبیراً مؤلّفاً من مأة وعشرین ألف مُسّلح لإبادة الشیعة ویقتل منهم عدداً كبیراً ویقطع رؤوسهم ویصنع من تلك الرؤوس تلاً یعرف بـ(تلّ الرؤوس).

وكان (عبدالرحمن خان) قد أمر العلماء بإصدار أحكام بكفر الشیعة، وكل عالم لم یصدر مثل هذا الحكم هدّده بالشنق، وفعلاً شنق العدید من العلماء.

وفي هذا المجال تصدّی الإمام المجدّد الشیرازي قدّس سرّه بإیقاف هذه الحملة الظالمة برسالتین بعثهما إلی ( ناصرالدین شاه) في إیران، وإلی بریطانیا. جاء في الرسالة إلی ناصر الدین شاه: (أنتم طالبوا بشدّة ملكة بریطانیا (فیكتوریا) إلی وقف هذه الحملة المسعورة في أفغانستان. و (ناصرالدین شاه) بدوره یستدعي سفیر بریطانیا في إیران ویسلّمه مذكّرة عنیفة بهذا الشأن.

وجاء في الرسالة لـ(فیكتوریا) ملكة بریطانیا مایلي:

(التعدّیات والمظالم من الاستعمار البریطاني وعمّاله في أفغانستان بالنسبة لعامّة الشعب الأفغاني، وبالخصوص الشیعة المظلومین بلغت حدّاً لا یجوز السكوت علیها، وعلیكم قطع الأیدي الظالمة من أفغانستان عامّة ومن شیعتها خاصة).

نتیجة لذلك أمرت الملكة (فیكتوریا) بإیقاف الحملات المسعورة في أفغانستان وإرجاع الشیعة المشردّین إلی مناطقهم وإرجاع أراضیهم وممتلكاتهم ـ المصادرة ـ إلیهم واستتبّ الأمن في أرجاء أفغانستان.

وجاء في ( كتاب سراج التواریخ) (انّ هذا الموقف الحاسم والرشید من (الإمام المجدّد الشیرازي قدّس سرّه) تجاه أفغانستان أهم بكثیر من موقفه العظیم والمشرّف تجاه (إیران الإسلام) في فتوی تحریم (التنباك) وإنقاذ إیران الإسلام من براثن الاستعمار البریطاني البغیض.

وقال العلاّمة الكبیر الشیخ آغا بزرك الطهراني قدّس سرّه في كتابه عن (الإمام المجدّد الشیرازي قدّس سرّه) المسمّی بـ(هدیة الرازي إلی المجدّد الشیرازي ص 136):

(وأمّا عقله السیاسي فقد حیّر السیاسیین من الملوك والسلاطین والوزراء الكاملین، وأذعن لعقله وتدبیره أهل العلم بالتدبير، ولم یبق أحد من عقلاء الدنیا إلاّ وصدّق أنّه أعقل منه، ولم یجتمع معه أحد منهم إلاّ ویجد من نفسه أنّه صغیر لدیه، وهذا لم یتفق لأحد من العلماء قبله).

المصادر:

1ـ تاریخ المجدّد الشیرازي قدّس سرّه

2ـ مأة سنة من جهاد العلماء ضد الاستعمار

3ـ سراج التواریخ