LOGIN
المقالات
alshirazi.org
الانتخابات العراقية الحرة وصناعة القرار
رمز 127
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 28 مارس 2013
شبكة النبأ: العراق مقبل على مفصل انتخابي مهم وجديد في الشهر القادم، حيث سيخوض السياسيون المرشحون انتخابات مجالس المحافظات في العراق، وتعد هذه الانتخابات مهمة في للشعب كونها تدخل في صميم احتياجاته وحقوقه، وطالما ان العراق بلد يمتلك جميع مقومات الاستقرار والتطور نظرا لثرواته وموارده الكبيرة، فإن الاهتمام بصناعة القرار ونزاهته وحكمته أمر هام جدا، ويصب اولا واخير في البناء المجتمعي الجيد وتدعيم النظام المؤسساتي القويم في دولة قوية يحكمها الدستور والقانون.

يقول سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في كتاب (من عبق المرجعية) حول امكانيات العراق وقدراته: (إن في العراق كل مقومات التقدم والتطور، والرفاه والراحة، فهو يملك المال، والنفط، والارض الخصبة). ويؤكد سماحته قائلا: (العراق.. أرض السواد.. فلا أتصور ولم اسمع ببقعة اخرى في العالم تسمى بأرض السواد، بما يعني انها أرض كلها خير وبركة). وينبّه سماحته الى أهمية الظرف الراهن الذي يمر به العراق، واهمية وقوف الجميع بوجه التحديات التي تواجه البلد، لاسيما في الجانب السياسي والانتخابات على وجه الخصوص، إذ يقول سماحته في الكتاب نفسه: (ينبغي على الجميع الانتباه والالتفات لما يجري في العراق).

حاجتنا القصوى للتعددية
إن بنية الشعب العراقي تنطوي على التنوع الانتمائي والعقائدي، لذلك يتشكل المجتمع من اعراق واثنيات واقليات متعددة، كلها عاشت مع بعضها منذ اقدم الازمان، لذلك لكي نضمن صناعة متوازنة للقرار، ينبغي اعتماد النظام التعددي ونبذ التسلط والدكتاتورية بشكل قاطع، لانه يقودنا الى الاحتراب والعنف، وهذا يمنعنا من بناء الدولة المستقرة ويعيق الازدهار والتقدم.

لذلك يؤكد سماحة المرجع الشيرازي على أن: (العراق بحاجة الى التعددية لا الدكتاتورية، فبقدر ما تجرع العراق آلام الدكتاتورية هو بحاجة اليوم الى التعددية). ولن يتحقق هذا الهدف إلا اذا اشترك الجميع في تحقيقه، وفق السبل الاستشارية الديمقراطية التي لابد أن لا نتخلى عنها، ونعتمدها كخيار أوحد لتحقيق الاستقرار والتقدم.

فالشعب العراقي يجب أن يحصل على تعويض مناسب عن عقود وسنوات القهر والحرمان والحروب والتسلط التي عانى منها طويلا، وهذا ما يؤكده سماحة المرجع الشيرازي عندما يقول في الكتاب المذكور نفسه: (يقاسي الشعب العراقي المظلوم في داخل العراق أشد المآسي، وخاصة في ظروف الحرب، فيتعين على كل واحد منا، وبقدر طاقته ان يعين هؤلاء بما يتمكن).

لذلك ينبغي على السياسيين ان يعوا اهمية الاستقرار للشعب العراقي، وهذا لن يتحقق إلا باتقان صناعة القرار، وهذا بدوره مسؤولية الاحزاب والكتل والسياسيين العراقيين الذين يتحملون الجزء الاكبر من المسؤولية، يقول سماح المرجع الشيرازي في هذا الصدد: (على الاحزاب والمنظمات الاصيلة التي تتصدى لمشاريع وبرامج تهم العراق حاضرا ومستقبلا، انت تعمل، وكما هو متوقع منها، على لملمة اطراف هذا الشعب، الذي قاسى من الآلام والمآسي ما قاسى، عبر التركيز على الايجابيات ونبذ السلبيات، تحت اي اسم او شعار، وان ينهوا الصراعات الشخصية، فإن العراق في عصر جديد واية سلبية اليوم لا تتناسب وتطلعات الشعب الصابر الابي). ويضيف سماحته قائلا: (يجب علينا ان نقوم بدور مسؤولية بناء العراق، فإن مسؤوليتنا كبيرة وواسعة وبحاجة الى جهود كبيرة وكثيرة، فكل انسان ممكن أن يكون شمعة في هذا المجال، وكل كلمة لها قيمتها وكل عمل).

حماية الحقوق المشروعة
إن أهم ما يتطلع اليه العراقيون هو حماية حقوقهم المشروعة، وهم يذهبون الى الانتخاب لتحقيق هذا الهدف، وقد اكد سماحة المرجع الشيرازي في كثير من بياناته وخطبه على اهمية المشاركة الشعبية الفاعلة في الانتخبات، لاختيار من هو افضل لقيادة الحكومات المحلية في المحافظات، ام عدم المشاركة فهو يؤذي الشعب ويفسح المجال للعناصر السيئة والمزيفة والانتهازية للصعود الى سدة الحكم.

لذلك فإن الانتخابات لها نتائج جيدة اذا تم ضبطها ونزاهتها مع المشاركة الشعبية الواسعة فيها، يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (من المردودات الايجابية للانتخابات، وصول الشعب العراقي الى حقوقه المشروعة، ومنع قيام انظمة دكتاتورية تضطهد الشعب).

ولاشك أن الاكثرية لها اولوية في ادارة السلطة، طالما ان صناديق الاقتراع تؤكد هذا الحق وفق الانتخابات النزيهة، مع التأكيد القاطع والمضمون على حماية حقوق الاقليات كاملة، وهذا ما يؤكد عليه سماحة المرجع الشيرازي في قوله الواضح الذي يرد في كتاب من عبق المرجعية، إذ يقول سماحته: (ينبغي ان تكون الاكثرية هي الملاك في الانتخابات والحكم وسائر المجالات المشروعة مع منح الاقليات حقوقها الشرعية كافية وكاملة، فهي البند الاهم من البنود الاربعة للديمقراطية التي يفهمها العالم).

والحقيقة ان هذا الهدف صعب المنال ما لم تتصدى له ارادات قوية ومخلصة للبلد، بمعنى أن وصول قيادة عادلة وقادرة على صناعة القرار الذي يحفظ كرامة الانسان وحقوقه، لا يمكن تحقيقها، ما لم تتضافر جميع الجهود، لاسيما اقامة الانتخابات الحرة النزيهة، وهذا لا يتحقق بطبيعة الحال ما لم تتوحد الكلمة والصفوف والنوايا، كي تتوحد الافعال.

يقول سماحة المرجع الشيرازي، حول هذا الامر في الكتاب المذكور نفسه: (ادعو المؤمنين الكرام في العراق العزيز الى جمع الكلمة وتوحيد الصفوف ومواصلة الاعمال بالحكمة والحنكة والمثابرة، ونبذ كل ما يمكن أن يؤدي الى التهاون والتفريط).

ثم يؤكد سماحته على اهمية الانتخابات للشعب العراقي، ويحث على اجرائها، ويحث ايضا جميع من لهم حق الانتخاب على المشاركة فيها، كونها السبيل الاهم لاختيار القيادات النزيهة، القادرة على صناعة القرار بكفاءة تخدم مصالح الشعب العراقي، الذي عانى كثيرا من انظمة القمع والاستبداد.

لذا يؤكد سماحة المرجع الشيرازي على: (ان اجراء الانتخابات هو السبيل ليقول الشعب العراقي الكريم كلمته).