كتب: خضير العواد
تخلّد الشعوب ذكرى عظماءها والحوادث التي ألـمّت بهم وبها من أجل غايات تهدف تحقيقها من خلال هذا التخليد ، إن كان نشر الأفكار أو التعريف بهؤلاء العظماء وما كانوا يحملون من رسائل مهمة لسعادة البشرية أو إظهار حقائق حاولت السلطات الجائرة أن تخفيها من خلال قيامها بهذه الجرائم وغيرها من الأهداف التي تحاول الشعوب الحيّة أن تحقّقها في هذه الحياة ، وأفضل وسيلة لتحقيق هذه الأهداف والغايات هي إظهار المظلومية بشكل مأساوية يمسّ العواطف الإنسانية لأنها الأسرع في مناغمة القلوب ومن ثم العقول. ولكن كلما يكون العمل منظّماً وممنهجاً يعطي ثماره أسرع ويحقّق غاياته أكمل كما أكد على ذلك سيّد البلغاء وسيّد الأوصياء عليّ بن أبي طالب عليه السلام حين قال: (الله الله في نظم أمركم).
من مآسي الدنيا وأحزانها وظلمها وانحراف المتسلّطين عليها هو هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام بهذه الطريقة الوحشية التي تظهر همجية وظلال وقساوة القائمين بها، ولكن بالرغم من الفترة الطويلة لحدوث هذه المأساة وهذه الجريمة التي حدثت الأولى منها عام 1805 والثانية في عام 1926 ولكننا لم نستغلّها بالشكل الصحيح لكي نظهر مظلومية أهل البيت عليهم السلام ومن ثم طريق الله القويم لهذه البشرية لكي يناولوا السعادة في الدنيا والآخرة.
نعم إحياء الكارثة يتمّ ولكن ضعيفاً ومبعثراً، هنا وهناك، ولم يرتقي الى المستوى المطلوب الذي يوصلنا للهدف الأسمى وهو تعريف العالم بمظلومية أهل البيت عليهم السلام ومن ثم تحديد طريق الحقّ الذي يجب على البشرية سلوكه لكي تصل إلى السعادة في الدارين. ومن أهم العوامل التي تسرع في تحقيق الهدف هو عولمة قضية هدم القبور وجعلها تتصدر الأحداث العالمية عن طريق دفع الإعلام المحلّي والعربي والإسلامي والعالمي بجميع أنواعه وخصوصاً الفضائيات في تغطية هذه الحدث المهم من خلال تخصيص يوم الثامن من شوال أن يكون يوم عالمياً لهذه المأساة ، وأن يتمّ تنظيم الفعاليات سنوياً في هذا اليوم من خلال تعريف الشعوب بأصحاب هذه القبور وما أهمية ما طروحه لسعادة البشرية، أي إظهار أهمية مقاماتهم المقدّسة عليهم السلام بالإضافة إلى إظهار مثالب وانحرافات الجهات التي قامت بهذه الجريمة النكراء والغايات التي كانوا يريدون تحقيقها من خلال هذا الفعل الهمجي الغير إنساني.
كما يجب الضغط على المؤوسسات العالمية والأممية وخصوصاً اليونسكو في تبنّي مسؤولياتها من أجل بناء الأضرحة وحمايتها من كل تهديد باعتبار هذه الأماكن إرث حضاري لكل البشرية فلا يمكن لمجموعة صغيرة ضالة أن تقوم بهذا الفعل الهمجي الفضيع.
كذلك من خلال التأكيد على هذا اليوم العالمي وتفعيله بالشكل الذي يستحوذ على اهتمام الآخرين، عندها سنسلك الطريق الأسرع للوصول إلى الهدف الأسمى وهو نشر راية الهدى على كل المعمورة.
لهذا يجب على كل المتصدّين والمحبّين والمقتدين بطريق أهل البيت عليهم السلام أن يعطوا الأمر أهميته ويكرّسوا جهودهم وينظّموا فعالياتهم المختلفة في تثبيت يوم الثامن من شوال من كل عام لأن يكون يوم البقيع العالمي، لكي نظهر مظلومية أهل البيت عليهم السلام بالشكل الذي يليق بحجم وخطورة الأمر لأنه يتعلّق بحياة وسعادة البشرية في الدارين. ولهذا يجب أن يكون اليوم الثامن من شوال من كل عام يوم البقيع العالمي .