ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ، كلمة توجيهيه قيّمة بوفود من العلماء والفضلاء والمبلّغين الذين وفدوا على بيته المبارك بمدينة قم المقدّسة وذلك يوم الأربعاء الموافق للرابع والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام 1434 هـ بمناسبة قرب حلول شهر محرّم الحرام وذكرى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام.

في هذا المقال نحاول أن نقرأ رؤية سماحة المرجع الشيرازي في بعض المسؤوليات الملقاة على عاتق الشيعة وخصوصاً شباب الشيعة للنهوض بالقيم والمبادىء التي ضحّى الإمام الحسين عليه السلام بنفسه لإحياءها في أمّة جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله.

حيث قال سماحته: (إنّ مسؤوليتنا نحن الشيعة حسّاسة جدّاً، فلماذا لانقوم نحن أيضاً بمثل ماقام به الإمام الحسين صلوات الله عليه، أي استنقاذ العباد؟ حتى وإن كلّفنا ذلك الأذى والمشاكل). فسماحته ينوّه ويذكّر بدور الشباب المؤمن ببذل كل استطاعتهم لإحياء القضية الحسينية وذلك من خلال إقامة الشعائر الحسينية وإعلاء القيم العليا التي ضحّى الإمام الحسين عليه السلام بكل ما يملك للحفاظ عليها ولإعلائها وإن كلّفهم ذلك التعرّض للأذى والمشاكل، وفي هذا الصدد تمثّل سماحته بالآية الكريمة: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) وأردف قائلاً: (فكما يتعرّض المقيم للشعائر الحسينية والمحيي للقضية الحسينية المقدّسة إلى الأذى، كذلك يتعرّض إلى الأذى المحارب والمعرقل لها، مع فارق أن المقيم والمحيي للشعائر والقضية الحسينية المقدّستين سينال في الآخرة الأجر والثواب والمقام العظيم من الله تعالى، وللمحارب للشعائر الحسينية والمعرقل لها الويل والعذاب العظيم).

في هذه الكلمات نجد حرص سماحة المرجع الشيرازي على إقامة الشعائر الحسينية حتى وإن كلّفنا ذلك حياتنا وإزهاق أرواحنا. وأكد أننا بذاك بلا شكّ مأجورين ومثابين، فإعلاء القضية الحسينية وتخليد ذكرها وتبيان لماذا قتل الإمام الحسين عليه السلام لا يتم إلاّ بإحياء شعائره والحرص على القيام بها مهما تكالبت علينا الظروف أو أدّى لقتل الألوف من المؤمنين والمؤمنات. وهنا ذكر سماحته جمعاً من الشواهد التاريخية التي لم ينهِ الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم شيعتهم من إقامة وإحياء الشعائر الحسينية على الرغم من المخاطر التي كانت تحدق بهم.

المسؤولية الملقاه على عاتقنا أن نحيي هذه الشعائر، فالهدف منها بيان وتأكيد لماذا قتل الإمام الحسين عليه السلام، وهذا الذي يجب أن يبقى حيّاً وخالداً، وأن نسخّر وقتنا وعملنا ومالنا وحضورنا وقلمنا ولساننا في إحياء هذه الليالي الحسينية المباركة. وأكّد سماحة المرجع الشيرازي: (إنّ أقل ما يمكن أن نقّدمه للإمام الحسين عليه السلام هو أن لانتكلم بالسلب تجاه الشعائر الحسينية المقدسة، وإذا أراد أحد أن يعرف الحلال والحرام فعليه أن يراجع ويسأل الفقهاء الكبار البارعين).

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفّقنا لإحياء الشعائر الحسينية المقدّسة لنحيي بذلك القيم الحسينية المباركة، ولنعرّف العالم أجمع بـ(لماذا قُتل الإمام الحسين صلوات الله عليه)؟