LOGIN
المقالات
alshirazi.org
الكراهية ضد التشيّع... لغوياً وتاريخياً
رمز 219
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 11 أكتوبر 2014
عبارة الكراهية ضد التشيّع تعني التعاطي بفوقية أو بكراهية ضدّ المسلمين الشيعة.

تم تعريف عبارة (الكراهية ضدّ التشيّع) لأول مرة في التاريخ اللغوي عبر منظّمة شيعة رايتس ووتش عام 2011 إلاّ ان العبارة لها جذور تاريخية.

الشيعة تاريخياً
لدى الشيعة تاريخ طويل وعريق في مقارعة الظلم، يمتدّ من اليوم الذي استشهد فيه نبيّ الإسلام المصطفى محمد صلى الله عليه وآله. فمنذ ذلك اليوم، كانوا عرضة للتمييز بسبب انتقاداتهم للخلفاء لما ارتكبوه من اضطهاد وعنف ضد من خالفهم.

بينما كانت الشيعة تدعو إلى تطبيق مفاهيم اللاعنف والمساواة للجميع، والخلفاء استمروا في تجاهلهم لحقوق الناس الأساسية. وتوسّعت الفجوة بسبب الاختلافات بين هاذين النهجين في العقائد والمفاهيم مما أدّى مؤخّراً إلى تشكيل جماعات متطرّفة ومعادية كالوهابية، و السلفية و... نصبت العداء لمدرسة أهل البيت عليهم السلام.

هذا التاريخ مليء بقصص فقد الأرواح في صفوف الشيعة، والحدّ من حريّتهم والاعتداء على كراماتهم. حتى انهم قتلوا أئمة الشيعة وأصحابهم أشدّ قتلة بعد اعتداءات من قبل جماعات متطرّفة ومعادية للشيعة وبغطاء الملوك والحكّام الديكتاتوريين. وبناء على ذلك، يمكن أن نستنتج ان الكراهية ومعاداة الشيعة برزت منذ اليوم الأول لاستشهاد النبي محمد صلى الله عليه وآله.

الوضع الحالي
تنامى شعور الكراهية ضدّ الشيعة في السنوات الأخيرة بشكل دراماتيكي، متغذّياً بضخ التمويل المالي السعودي والقطري للجماعات المتطرّفة مما أدّى إلى تدمير مساجد شيعية وبيوتهم في السعودية والبحرين مثلاً، والقتل الجماعي للشيعة في باكستان، والتفجيرات على الطرقات المزدحمة في مناطق ذات أغلبية شيعية في سوريا والعراق، وسفك دماء الشيعة والعلويين في دمشق، وكل هذا يعتبر أمثلة على الكراهية ضدّ الشيعة.

القتل ليس المثال الوحيد على الكراهية ضدّ الشيعة.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الكراهية ضدّ الشيعة تبرز على سبيل المثال لا الحصر:

عقائدياً، يعتبر أعداء التشيّع ان الشيعة خارجين عن الإسلام وأكثر من ذلك فإنهم يعتبرونهم كفّاراً.

اقتصادياً، غير مسموح للشيعة بالتمتّع بمناصب مرموقة وهامة أو حتى الحصول على وظائف حكومية من الدرجة الأولى في أغلب الدول العربية.

اجتماعياً، الشيعة مبعدون عن النسيج الاجتماعي في أغلب الدول العربية وبعض دول شرق آسيا كأندونيسيا مثلاً.

الكراهية ضدّ التشيع
ظاهرة الكراهية ضدّ التشيع آخذة في النمو في أغلب الدول العربية وعلى مختلف الأصعدة وخاصّة على الصعيد الإعلامي، ومدعومة بأموال دول معروفة بدعم التطرّف والإرهاب، وربما أخذت طريقها نحو منظّمات حقوق الإنسان أيضاً.

الكراهية ضد التشيّع والإعلام
يمكن رصد نماذج الكراهية ضدّ التشيّع في الإعلام. فمنذ نشوء الثورات العربية، كان الشيعة عرضة للتهديد من قبل المتطرّفين. وقتل وجرح الآلآف، واعتقلت النساء والأطفال، وهدمت العديد من المواقع التاريخية. هذا ويبقى الإعلام صامتاً حيال ما يجري من الاعتداءات اللاإنسانية ضدّ الشيعة.

الكراهية ضدّ التشيّع ومنظّمات حقوق الإنسان

منذ بدء الثورات عام 2011، بدأت الكراهية ضدّ التشيّع بالبروز واقعاً في الشرق الأوسط. وبدأت منظّمة شيعة رايتس ووتش بالتواصل مع منظّمات حقوقية عالمية لفعل شيء ما وإيقاف هذا العنف ضدّ الشيعة، ولكن لم يكن هناك أيّ تجاوب جدّي. لذا، فإنّ مدى الاستهداف القاتل للشيعة في توسّع كل يوم في دول كالسعودية ومن في فلكها، البحرين، وسوريا وباكستان وغيرها.

وجرحى البحرين وسوريا ليس لديهم إسعافات طبّية. والشيعة في أغلب الدول العربية لا يتمتّعون بحقوقهم الأساسية، ويصنّفون على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية وهم محرومون من الحريّة.

الشيعة في ماليزيا، ليس لديهم الحقّ في ممارسة أو تعلّم عقيدتهم علناً. ورغم هذا الواقع، فإنّ منظّمات حقوق الإنسان فضّلت الصمت على التحرّك.

شيعة رايتس ووتش والكراهية ضدّ الشيعة
تحثّ شيعة رايتس ووتش على الالتفات إلى خلفية الكراهية ضدّ التشيّع في الجرائم التي ترتكب بحقّ الشيعة. فهذه الجرائم ترتكب ضدّ الشيعة أينما وجدوا في العالم، وهي مصنّفة على انها جرائم جائرة وخطيرة وتهدّد وجود الشيعة ومدرستهم الفكرية. فعلى المجتمع الدولي والمنظّمات الأخذ بعين الاعتبار هذه الجرائم والعمل على إيقافها فوراً.