شبكة النبأ المعلوماتية: الأهداف السامية للنهضة الحسينية، ينبغي أن تصل إلى أبعد نقط في الأرض، وهذه هي مهمة المسلمين عموماً، والشيعة في المقدّمة منهم مسؤولية وعملاً وتنظيماً لتحقيق هذا الهدف العظيم، لأن الفكر الحسيني بما ينطوي عليه من مضامين إنسانية ودينية وأخلاقية، يقدّم نصائح مثلى للإنسان، لدرجة أنه لا حجّة لديه بعد ذلك، إذا لم يستفد من هذا النبع الفكري الخالد، ولا حجّة له لو انه انحرف أو تخلّف عن استثمار هذا الفكر في حياته.
لذلك يجب أن تلقى الحجّة على المسلمين جميعاً بإيصال الفكر الحسيني لهم، بل البشرية جمعاء ينبغي أن يصل إليها هذا الفكر، كي يعملوا به، حتى يتحقّق السلام والوئام العالمي فيما لو تم الالتزام بمضامينه والعمل بها، فهذه إذن مهمة شباب الشيعة وكبار السن أيضاً، أما وسيلة التوصيل فهي تعد من وسائل الإعلام الحديثة التي ينبغي استخدامها على الوجه الأمثل، ونعني بها القنوات الفضائية التي صار بمقدورها نقل الأفكار والأقوال والصور إلى أبعد نقطة في العالم.
لذلك حتى نلقي الحجّة على الآخرين علينا تأسيس قنوات فضائية تتسق مع نسبة أعداد الشيعة من بين سكان العالم، إذ يوجد في العالم أكثر من عشرين ألف قناة فضائية وإذا تم تقسيمها على سكّان الأرض، تكون حصّة الشيعة منها بحدود 1200 فضائية.
من هنا يطالب سماحة المرجع الديني الكبير، آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، بأن يكون للشيعة هذا العدد من القنوات الفضائية، حتى يكون بمقدورهم إلقاء الحجّة على الجميع، بعد أن يتم توصيل صوت الحق والفضيلة والسلام ومنهج الحياة المستقرّة المتطوّرة، وهذا الصوت يتمثّل بأئمة أهل البيت عليهم السلام.
فقد قال سماحة المرجع الشيرازي في إحدى كلماته التوجيهية للمسلمين حول هذا الموضوع: (هنالك طرق مختلفة لإتمام الحجّة على العالمين وإيصالها لهم، ومنها تأسيس القنوات الفضائية، فعبرها يمكن إيصال الأهداف السامية للنهضة الحسينية المقدّسة للناس كافّة). ويضيف سماحته قائلاً: (كما أن الآخرون يقومون بنشر وترويج أهدافهم السليمة والسقيمة عبر القنوات الفضائية، علينا نحن أن نستفيد من هذه الظاهرة الحديثة أيضاً، في نشر وتعريف أهداف الإمام الحسين صلوات الله عليه إلى العالمين).
قروض المصارف الإسلامية
قد يقدّم بعض الأشخاص أعذاراً حول عدم إمكانية تأسيس وتشييد هذا العدد الكبير من القنوات الفضائية التي تعمل على بثّ الفكر الحسيني، وما خلّفه لنا أهل البيت عليهم السلام من سيرة تجعل من حياتنا أسهل وأفضل وأرقى بكثير فيما لو التزمنا بتلك الأفكار، فضلاً عن الفوز الكبير بالدار الثانية، لذلك ينبغي أن يبذل الجميع كل ما في وسعه لإكمال هذا الهدف، وعدم التعذّر بأسباب لا تصمد أما الوقائع وإصرار المؤمنين.
ولا شكّ أننا كشيعة من الشباب وغيرهم، مطالبون بالبحث عن الطرق الكثيرة التي نستطيع من خلالها توفير الأموال اللازمة لتأسيس القنوات الفضائية على نحو متزايد يوماً بعد آخر، فهناك مثلاً طريقة الحصول على قروض إسلامية ميسّرة من دون فوائد، وهنالك من يقدّمها، لكن لابد أن يكون هناك سعي حثيث في هذا المجال.
كما يدعو لذلك سماحة المرجع الشيرازي بقوله: (في عالم اليوم تقدّم ديون كثيرة للناس، وكما تستدينون لاحتياجاتكم الشخصية، يجدر بكم أن تستدينوا في سبيل الإمام الحسين صلوات الله عليه لنشر وترويج الثقافة الحسينية، واعلموا أن الأجر مدّخر لكم في الآخرة لكل ما قمتم به للإمام الحسين صلوات الله عليه).
إنّ ترويج الثقافة الحسينية تستدعي بذل قصارى الجهود، بما في ذلك استدانة الأموال والحصول عليها لغرض تمويل الفضائيات بدءاً من تأسيها وتشغيلها، وتوظيفها لبثّ وتوصيل أفكار أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم إلى أبعد نقطة في العالم، وهذه بالضبط مسؤولية الشباب الشيعة، ولا يصحّ لهم أن يتوانوا أو يتأخّروا عن إنجاز هذا الهدف.
لأنهم مطالبون بتحقيق الرقم المذكور من القنوات الفضائية، ولذلك عليهم أن يخطّطوا ويعملوا منذ الآن وحتى نصل إلى عاشوراء في السنة القادمة، لنجد أن جهودهم في تأسيس القنوات الفضائية قد أثمرت فعلاً، وأن عدد الفضائيات وصل إلى ما يتناسب مع نسبة الشيعة إلى سكّان العالم، عند ذاك يمكننا أن نطمئن إلى أننا أنجزنا ما خطّطنا له وما نريده في هذا المجال.
ومن ثم السعي المتواصل لتوصيل النهضة الحسينية إلى أرجاء المعمورة، كما يؤكّد ذلك سماحة المرجع الشيرازي في قوله بكلمته المذكورة نفسها: (على شباب الشيعة كافّة، وفي المدّة الزمنية لعاشوراء السنة القادمة، أن لا يتوانوا في هذا الأمر، أو أن لا يخطون خطوة في هذا المسير، أي في تأسيس قناة فضائية، حتى يصلّ عدد القنوات الشيعية المناسبة لنفوس الشيعة، إلى الحدّ المطلوب والمناسب لهم، أي (1200) قناة فضائية).
إدارة الفضائيات ودور الحوزات والجامعات
وحتما سوف تظهر تحديات كثيرة في هذا المجال، تتعلّق بإدارة وتشغيل تلك الفضائيات، وهو أمر ينبغي التصدّي له بجدارة من لدن الشباب الشيعة والكفاءات الفنيّة الكثيرة المتخصّصة في هذا المجال، ولا شكّ أن الحوزات العلمية والمؤسسات الجامعية الشيعية سوف يكون لها قصب السبق في هذا المجال.
فإدارة الفضائيات ينبغي أن يقودها هؤلاء الشباب الفنيّون المتدرّبون على العمل الفني كالإخراج والتصوير والإضاءة وما شابه، بالإضافة إلى الجوانب الأخرى مثل إعداد البرامج وتقديمها بمضامين تبث النهضة الحسينية وتوصّلها إلى العالم على أفضل وجه، لذلك يجب الاستفادة من الأشخاص الموجودين في الجامعات والحوزات، لغرض الاستفادة من خبراتهم العملية في تشغيل الفضائيات وإدارتها بصورة ناجحة ومثمرة.
كما أكد على ذلك سماحة المرجع الشيرازي في قوله: (أما بالنسبة لقضية الإدارة، فنحن لدينا في العالم، العشرات والعشرات من الحوزات العلمية الشيعية والجامعات الشيعية التي يدرس فيها الشباب الشيعة، وفيها الكثير من العلماء الشيعة. فيجب الاستفادة من الأشخاص الفاعلين في هذين المركزين المهمّين، ممن هو حريص ويحترق قلبه على الإسلام).
وهنالك هدف أساسي يقع في صلب مهماتنا وأهدافنا، فثمّة الكثير من أمم وشعوب العالم، بل هنالك الكثير من المسلمين، يلفّهم الغموض حول الهدف الأساس الذي حدا بالإمام الحسين عليه السلام التوجّه إلى كربلاء، لكي تكون منطلقاً فكرياً وعملياً للحدّ من انحراف الطاغية الأموي يزيد، ومقارعة ظلمه، وتدمير كبريائه الفارغ، وإعادة هيبة الإسلام، وبث الروح الأصيلة في القيم الإسلامية التي سعى يزيد إلى وأدها.
وقد انحرف يزيد بالإسلام عن الجادة الصواب التي بدأ بها الإسلام، عندما أعلن النبي صلى الله عليه وآله رسالته على الملأ، وبدأ رحلة الإسلام الشاقّة والطويلة لتصحيح الواقع المزري لمجتمع الجزيرة العربية، ولكن ما قام به يزيد المنحرف، أجهض كل شيء، الأمر الذي جعل الإمام الحسين يطلق صرخته المدوية ويعلن التصدّي لهذا العمل المنكر من خلال الإصلاح.
كما نقرأ ذلك في قول سماحة المرجع الشيرازي حول هذا الأمر: (يجب أن نوصل للدنيا كلّها بأنه كان هدف الإمام الحسين صلوات الله عليه من الذهاب إلى كربلاء، هو ما بيّنه هو صلوات الله عليه، بقوله: «أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي محمّد وأبي علي بن أبي طالب»).