LOGIN
المقالات
alshirazi.org
"من نبع علومهم نرتوي"
باقة فكرية معطّرة بالعلم لسماحة المرجع الشيرازي
رمز 324
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 5 سبتمبر 2016
 
كتبته: عفراء فيصل
(وأمَّا الحوادثُ الواقِعَةُ فَارجعُوا فيها إلى رُواةِ حَدِيثنَا فَأنهُمُ حُجَّتي عليكُم وأَنا حُجَّةُ الله عليهم).
هذه الكلمات من وصيّة إمام زماننا عجّل الله تعالى فرجه لنا نحن شيعته ..ولأننا ولدنا في زمن غيبة إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه الشريف.. فقد حرمنا من مشاهدة أنوارهم والاستماع لكلماتهم بأصواتهم المباركة ..لهذا التجأنا إلى العلماء (رواة الحديث) كما وصفهم الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف.. فرأينا سيرة أهل البيت صلوات الله عليهم تجسّدت في أخلاقهم وتواضعهم ونهجهم وحياتهم.
رأينا أهل البيت فيهم
قبل اسبوع تقريباً تشرّفنا بلقاء المرجع الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وتشرّفت أسماعنا بالاستماع إلى توجيهاته القيّمة، حيث استقبلنا سماحة السيد بوجهه البشوش كعادته في ترحيبه بضيوفه .. بعدها بدأ ينثر علينا درره وتوجيهاته.. حيث استفتح كلامه بقصّة مؤثّرة، حيث قال سماحته:
(جاء شاب إلى حداد وكان ابن سينا جالساً إلى جوار الحداد وقال له إنّ إمّي تريد القليل من النار.. فقال له الحداد اذهب واجلب وعاء لأضع لك النار فيه.. استثقل الشاب العودة إلى المنزل وإحضار وعاء.. فكّر قليلاً وأخذ رماداً بيده وقال ضع النار هنا.. تعجّب ابن سينا من ذكاء هذا الشاب وقال له ابن سينا: ما عملك؟ فقال: بقّال.. تأسّف ابن سينا على هكذا عقل مفكّر ويعمل بقّالاً).
أوضح سماحة السيد: إنّ كل شاب يملك ذكاء ويمكن أن يكون عالماً من العلماء وشخصية مؤثّرة في مجتمعه، ويحتاج فقط إلى مدارة .. وأعقب سماحته القصة بقوله: إنّ كل إنسان سواء كان رجلاً أو امرأة عليه أن يحذر من أن يكون عزمه يسبّب له راحة فيتقاعس عن عمله.
حيث ضرب مثل الشباب أيام الامتحانات يتخلّون عن راحتهم ويسهرون ليحصلوا على النجاح الذي هو الراحة الحقيقة.
فقال: لننتبه إلى ان الدنيا كلّها أيّام امتحان.. فلنحذر من الراحة الدنيوية والتقاعس في العمل فنخسر الراحة الحقيقة الأخروية.
بعدها تفضّل سماحته بحكمة رائعة حيث قال: إنّ الدنيا تعمل على لف الألوف من البشر ورميهم في دائرة النسيان فلنحذر من أن نُلفّ وننسى بعد سنوات.
بعدها بيّن سماحته: إنّ كل شخص قد يعرف الجد الخامس والسادس له أما من قبلهم مما لا شكّ فيه انه لا يعرفهم ولا يعرف متى عاشوا وأين وماذا عملوا.. على الرغم من انه من نسلهم.
بينما أبا ذر الغفاري الكل يعرفه بعد ألف سنة ..وذلك لأن عمله أبقاه حيّاً في قلوب الناس. وكالعادة لا ينفك سماحة السيد يذكر العراق، فقلبه مع أبناء شعبه دائماً.
فقال سماحته: إنّ العراق بحاجة إلى كل ما يقدّمه شبابه من علم أو اقتصاد.. فهو يحتاج إلى أهله فقط لينهض.
وذكر المثل العربي (ما حكّ ظهرك مثل ظفرك) وأوضح سماحته: إنّ الشعب العراقي شعب عريق ومفكّر..انه شعب أهل البيت صلوات الله عليهم وهو المسؤول عن نهوض العراق.. فالعراق ساحة للتألّق .. فلنعمل بكل طاقتنا.
بعدها بيّن سماحته أهمية نشر علوم أهل البيت صلوات الله عليهم في كل بقاع العالم. وسأل سماحته الله تعالى التوفيق لنا ولجميع شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.