LOGIN
أخبار المراكز
alshirazi.org
"سماحة المرجع الشيرازي دام ظله خلال الجلسة العلمية اليومية:"
بيعة الغدير كانت حكماً إسلامياً مهمّاً عقائدياً وسياسياً
رمز 26894
نسخة للطبع استنساخ الخبر رابط قصير ‏ 21 رجب الأصب 1443 - 23 فبراير 2022

أقيمت الجلسة العلمية اليومية للمرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، مع العلماء والفضلاء والطلبة والمؤمنين، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، صباح اليوم الأربعاء 21 رجب الأصب1443 للهجرة (23/2/2022م).

في مستهلّ الجلسة، أجاب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله على عدد من الأسئلة التي طرحها بعض الحضور، وكان منها: إن كان الدين الإسلامي، هو دين العقل والتعقّل، فلماذا تضمّنت أحكامه، مسألة التعبّد؟ فقال سماحته دام ظله: العقل نفسه، يقول إن آمنت بأنّ الله تعالى حكيماً وعادلاً، ولا يشرّع خلاف الحكمة والعدل، فاقبل كلامه، ولا تخالف، حتى وإن لم تعرف فلسفته ودليله. ومثاله: الطبيب الذي يثق به الإنسان، يعمل بما يقوله وبما يشخّصه، حتى وإن لم يدرك وجه ما يقوله الطبيب.

السؤال الآخر الذي طرح بالجسلة، هو قانون الأسر والرقّ في الإسلام، فقال دام ظله: لو نظرنا إلى دول وحكومات اليوم في العالم، ودرسنا الإسلام بشكل صحيح، وبحثنا فيه، سنرى أنّ الإسلام، يتعامل ويتصرّف مع الرقيق، بالأفضل والأحسن، وذلك لأنّ الإسلام لا يسترقّ أحداً، إلاّ إذا أعلنوا الحرب مع المسلمين، وهجموا عليهم، ولم يقتلوا. وحول هكذا شخص، يقول الإسلام: إن تمّ أسره بواسطة المسلمين، فيجب أن لا يقتل، ويجب أن لا يعذّب، ويجب أن لا يسجن، بل يحقّ له أن يعيش جنب عائلة مسلمة، كعبد، إن كان رجلاً، أو كأَمَة إن كانت امرأة، ويتعامل معهما بالأخلاق، ولا يخاطب بالعبد أو الأمَة، ويعتبره المسلمون من أبنائهم.

ثم سأل أحد الحضور حول قتل المرتدّ، فأجاب دام ظله، وقال: من شروط تنفيذ حدّ القتل للمرتدّ، وكذلك باقي الحدود في الإسلام، التي من المؤسف لا يتم ذكرها إلاّ قليلاً، هو أن لا يكون إجراء وتنفيذ الحدّ موجباً لاشمئزاز الإسلام من قبل الكفّار، ولا يكون حجّة لهم لمخالفة الإسلام. فقد ذكرت الروايات الشريفة انّ نبي الإسلام صلى الله عليه وآله قال: (لولا أنّي أكره أن يقال: إنّ محمّداً استعان بقوم حتى إذا ظفر بعدوّه قتلهم، لضربت أعناق قوم كثير). ويقصد صلى الله عليه وآله، المنافقين من الأصحاب.

بعدها سأل آخر حول تعدّد الزوجات لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله، فأجاب سماحته دام ظله، بقوله: بالدراسة الصحيحة لتاريخ نبي الإسلام صلى الله عليه وآله، نحصل على النتيجة التالية، وهي: إنّ كل حالات زواج النبي الكريم صلى الله عليه وآله، كان لها سبباً منطقيّاً ومعقولا، ولم تك لأجل هوى النفس وشهواتها، بل كانت نوعاً من الأخلاق والفضيلة. فقد ذكر التاريخ، انّ من أسباب زواج النبي الكريم صلى الله عليه وآله، انّه جاء إليه صلى الله عليه وآله، رجلاً، وقال: لقد توّفي زوج ابنتي، وقد انكسر قلبها كثيراً. فأطلب منكم أن تتخذها زوجة لك. فقبل صلى الله عليه وآله بذلك.

في ختام الجلسة، كان السؤال الذي طرح، هو: هل إنّ البيعة للإمام أمير المؤمين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في يوم الغدير، كانت بمثابة حكم سياسي؟

قال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: السياسة بمعناها الحقيقي والواقعي، هي إدارة أمور الناس بالطريقة الصحيحة والإسلوب الصحيح، وهي جزء من الإسلام، وليس بمعنى مصطلح اليوم، وقد أشير إليها في الزيارة الجامعة بقوله صلوات الله عليه: (ساسة العباد). والبيعة في يوم الغدير، كذلك هي من الأحكام المهمّة، العقائدية والسياسية في الإسلام، بالأخص في القرآن الكريم والروايات الشريفة.