LOGIN
المقالات
alshirazi.org
لماذا التشكيك بإحياء الشعائر الحسينية؟
رمز 105
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 27 ديسمبر 2012
شبكة النبأ: دأبت بعض الجهات والشخصيات المؤشرة والمعروفة للجميع، على محاولات بائسة تهدف إلى التشكيك بالقضية الحسينية التي حفرت أهدافها ومبادئها في ذاكرة التاريخ والإنسانية جمعاء، لسبب بسيط انها تنتمي في فحواها ومضامينها إلى فطرة الإنسان، ورفضه للقمع والظلم والانحراف، حيث تمثّل هذه المبادئ جوهر القضية الحسينية، وهو الأمر الذي لا يستسيغه اولئك الذين يجهدون أنفسهم ويبذلون أموالهم وكل ما يملكون، من أجل التشكيك بوقفة الإمام الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان.

ازدياد الشعائر الحسينية
وعلى العكس مما يهدف إليه هؤلاء سواء كانوا جماعات أو أفراد أو جهات، تسيّرها أجندات معروفة لنا جميعاً، على العكس من مساعيهم في التشكيك، فقد أخذت الشعائر الحسينية تتضاعف وتنتشر أكثر وأكثر، لكونها تتناغم مع فطرة الإنسان الذي يبحث عن العدل والسلم ويرفض الظلم والتهميش والانحراف.

يقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في إحدى كلماته الموجّهة لجمع من المسلمين، بمناسبة المحرّم واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام: (الحمد لله في زماننا قد انتشرت الشعائر الحسينية المقدّسة وتوسّعت. فالآلاف والآلاف من المجالس الحسينية قد اُقيمت في أطراف الدنيا خلال العشرة الأولى من محرّم، فأشكر جميع الذين أقاموا هذه المجالس. وبعنوان الواجب الشرعي أدعو لجميعهم، وأسأل الله تعالى أن لا يحرمهم من هذا التوفيق، بل أسأله تعالى أن يوفّقهم أكثر وأكثر، وأن يقضي الله سبحانه وتعالى, ببركة هذه الشعائر المقدّسة، حوائجهم للدنيا والآخرة).

ولكن هناك من لا يؤمن بهذه الشعائر، ولا يكتفي بهذا، بل يشكّك بها بألف طريقة وطريقة، وهو يظن بأنه قادر على إطفاء جذوة النور والمبادئ الحسينية العظيمة، لكن لا يتحقّق هذا لأهل الظلم وأصحابه لأن نور الإمام الحسين عليه السلام من نور جدّه النبيّ الكريم محمّد صلى الله عليه وآله, ومن نور أبيه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لذلك فشل وسيفشل كل من تسبّب بإعاقة إحياء الشعائر الحسينية.

يقول سماحة المرجع الشيرازي في كلمته نفسها: (أما بالنسبة للذين سبّبوا المشاكل لمحيي الشعائر الحسينية، في كل مكان، وبأيّ شكل، أو ثبّطوا بلسانهم أو بعملهم، وبأي اسلوب آخر، سواء كانوا من الحكومات، أو بين العائلة، والأقارب والأصدقاء والجيران، وسواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين، فأدعو الله أن يهديهم وأن يتمكّنوا على جبر ما صدر منهم من محاولات العرقلة). ويضيف سماحته قائلاً بهذا الخصوص: (لا أقصد من المشاكل الظلم، لأن الظلم لا جزاء له إلاّ العقاب، والله تعالى أقسم أن لا يغضّ عن الظلم والظالم. فإذا قام أحد بإيجاد المشاكل لأحد القائمين بالشعائر الحسينية وكان ظالماً، حتى بمقدار لمس ثياب المقيم للشعائر، فإنّ الله تعالى أقسم أن يعاقبه، كما في الروايات الشريفة، ومنها: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ).

وقد أكّد سماحة المرجع الشيرازي أن مآل ومصير من يظلم أهل البيت بالقول أو الفعل أو الإساءة أو إعاقة إقامة الشعائر، لا يسر صاحبه لأن الله تعالى لن يهمل المسيء للإمام الحسين عليه السلام، فقد قال سماحته في هذا المجال: (إنّ الله تعالى أقسم أن لا يهمل وأن لا يغضّ الطرف عمّن يظلم أهل البيت صلوات الله عليهم, بالأخصّ من يظلم مولانا الإمام الحسين صلوات الله عليه).

فشل التشكيك بالفكر الحسيني
مع ان التشكيك كبير وكثير ومتواصل ومع ان أصحابه يبذلون كل ما في وسعهم للتشكيك والإساءة بالمبادئ الحسينية، إلاّ أن الفشل مصيرهم دائماً فتذهب كل جهودهم وأفكارهم وأفعالهم سدى وكأنهم لم يفعلوا أيّ شيء، بل تعطي أفعالهم وأفكارهم وتشكيكهم مفعولاً معاكساً لما يرغبون ويخطّطون، فيزداد المؤمنون تمسّكاً بالشعائر أكثر فأكثر.

يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذه الخصوص بكلمته المذكورة نفسها: (إنّ التشكيكات التي اُثيرت بالنسبة لقضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، على طول التاريخ ومن يوم استشهاد المولى سيّد الشهداء صلوات الله عليه، وإلى يومنا هذا، هي كثيرة وكثيرة. وأصل هذه التشكيكات وأساسها هو إبليس). ويضيف سماحته قائلاً في هذا لصدد: (تعالوا إلى قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه، وانظروا كيف وكم يثيرون من التشكيكات حولها ويؤكّدون عليها؟ ومن هذه التشكيكات، قولهم: لماذا تقيم الشعائر الحسينية وأنت لا تصلّي؟ ولماذا تقيم الشعائر الحسينية وأنت لم تؤدّ صلاة الصبح في وقتها؟ أسألكم: هل يمكننا أن نجزم بأن كل من بنى مسجداً أو حجّ بيت الله الحرام أو صام شهر رمضان لم يبتل بعدم أداء صلاة الصبح أو غيرها في وقتها؟ فلماذا لا يتقولون على مثل هذه الأمور، ويتقولون على الشعائر الحسينية؟).

لذا فإن الشعائر الحسينية المقدّسة تهدف إلى تحويل الفكر إلى منهج تطبيقي، لكي لا ينسى الناس السبل السليمة لإدامة الحياة، إذ يؤكّد سماحة المرجع الشيرازي على: (إنّ الشعائر الحسينية المقدّسة من الفضائل، وبعضها مستحبّة، وبعضها مستحبّة مؤكّدة، وبعضها واجب كفائي، وبعضها واجب عيني. وهذا الأخير يرتبط بحثه بأهل الاختصاص والفقهاء، ولا نقاش فيه).

لذا لا يجوز أبداً الوقوف بوجه الشعائر الحسينية مهما كانت التبريرات والدعوات التي تهدف إلى إعاقتها، لأنها بمثابة الجانب العملي التطبيقي لقيم الأمّة وتقاليدها التي تحفظ هويتها من التذويب في الهويات الأخرى، لأننا نعرف إنّ الأمّة بلا هوية ستسقط في أحضان الطامعين، من هنا نرفض ونعارض ونصد، كل المحاولات التي تهدف إلى عرقلة الشعائر لأنها تصطف إلى جانب العمل الشيطاني الشرير.

لذلك قال سماحة المرجع الشيرازي في كلمته بخصوص محاولات إعاقة الشعائر الحسينية: إنّ (هذه هي من أفعال إبليس الذي أمر الشياطين كافّة بأن يشكّكوا بالشعائر الحسينية! وهذه التشكيكات بالنتيجة توثّر على ضعفاء القلوب وعلى الهمج الرعاع الذين ذكرهم الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليهم في حديثه الشريف).