LOGIN
المقالات
alshirazi.org
"قراءة انطباعية في كتاب"
(كلمة الإمام الباقر عليه السلام) للشهيد آية الله السيّد حسن الشيرازي قدّس سرّه
رمز 1088
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ 27 شوال المكرّم 1444 - 18 مايو 2023

النبأ: علي حسين الخباز

دراسة حياة الإمام الباقر (عليه السلام) رائد وقائد للحركة العلمية والثقافية، جاهد على تنمية الفكر العربي الإسلامي، وأضاء الجوانب المهمة من التشريعات الاسلامية الواعية القادرة على تحقيق هوية انسانية.. سعى لها كتاب (كلمة الإمام الباقر عليه السلام) للشهيد حسن الشيرازي (قدس سره)، فقد خاض في جميع العلوم الفقهية والعلمية والفلسفية، ثروة فكرية، ومنبع ثر من منابع الثقافة المشعة، ليؤدي الى مفهوم أن الإمام ضمير الكون وجوهر العلم والمعرفة.

يرى الإمام الباقر (عليه السلام) أن العمل لا يقبل إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن لم يعرف فلا عمل له.. هذا هو مفهوم جوهر العمل الفاعل.. الكلمة الباقرية قدمت هوية فكرية لها دلالات فلسفية وثورة اصلاحية اخلاقية واجتماعية لها غنى روحي ورقي حضاري ومسؤولية وجدانية، فالإمام (عليه السلام) يرى أن على العالم ان يظهر علمه ويتحمل مسؤوليته امام حركات البدع والضلالة، وإذا لم يفعل سلب نور الايمان.

هذه المسؤولية توضح نوع العلاقة التي يسعى إليها الإمام بين الذات المدركة والواقع، بين المفكر والعالم، والمسؤولية لها ثبوت عقائدي أمام تغيير الاشخاص واختلاف امكانياتهم العلمية، وبين المكونات الحضارية لكل عصر أي لكل واقع.

والمعنيون بالتأريخ يتحدثون عن فسحة حرية تركها العهد السياسي للإمام ليتحرك بحرية والإمام (عليه السلام) يقول: لو وجدت لعلمي حملة لنشرت التوحيد والاسلام والدين والتشريع من الصمد.. العلم الباقري المبارك كجوهر هو اكبر من عقلية الوجود الفكري العام، والبحث في الكلمة الباقرية توزع الى تسعة عشر مرتكزا، تخصص مرتكز الالهيات في متابعة محاور تفسيرية وأقوال واستفهامات وأسئلة اختبارية كانت توجه من قبل علماء الملل الاخرى.

والامام (عليه السلام) يسعى الى نشر التوحيد، ولاشيء عنده أعظم من شهادة لا اله الا الله والعروة الوثقى هي التوحيد والصبغة الاسلام: (متى لم يكن حتى اخبرك متى كان، سبحان من لم يزل ولايزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا)، أسلوب فلسفي توضيحي، ومرتكزات اخرى متوالية: كالنبويات.. خصص عن الانبياء ودرجاتهم وعصمتهم وأولي العزم منهم، والولائيات لمضمون الولاء.

الامام الباقر (عليه السلام) يقول: (نحن مفاتيح الحق لم ندخل أحداً في ضلالة، ولن نخرج أحداً من باب هدى)، الايجاز في العرض له القدرة التركيزية على المضمون الجوهري الذي يقرب مفهوم وجود اهل العصمة انسانيا وفكريا واجتماعيا: (ان هذا الحب الذي تحبونا ليس بشيء صنعتموه، ولكن الله صنعه)، وهذا يعني روح الانتماء يضاعف من البنى الشعورية، وان ذهنية المعصوم اقرب الى المحتوى الالهي.

ولهذا نجد الكتاب اهتم بمرتكز العقائد مبتدئاً بالتكليف الذي شخصه الامام الباقر (عليه السلام) بمعرفة الائمة والتسليم والتواصل معهم، وتتفرع التشخيصات لتصل مفهوم العتق ومقومات العبادة مضامين دلالية تمثل الصوت الرسالي، ولذلك تعد لغة العقائد بنية فكرية لذلك اقترنت بمرتكزات أخرى من مرتكزات الكلمة الباقرية وهي (المعارف) لقب الامام الباقر (عليه السلام) طالب العلم بزائر الله، واعتبر دراسته صلاة.

ومن ثم نجد ان المنظومة الاخلاقية تشكل ركيزة مهمة من ركائز شخصية الامام (عليه السلام) فهو يوصي بالتواضع والصبر الجميل، وكظم الغيظ لغة يتجسد فيها الوعي بنفس موعظي تكثر فيه الافعال الامرية التي يتقبلها المتلقي بمودة؛ كونها صادرة من إمام، وجعل المؤلف العبادات مرتكزا مهما من مرتكزات الكلمة الباقرية، ويتحدث فيها عن الحق والصلاة والحج والزيارة، ومرتكز الأحكام والمواعظ وبث الروح الاجتماعية التي سعت لنشر أسس علم الاجتماع برؤيا معصوم ليشخص للأمة العديد من المحاور التي لابد أن تكون جذرا للتعامل: كالرزق الحلال والعمل العبادي والتعاطف والتكافل.. وهناك مرتكز آخر مهم من مرتكزات الفعل الباقري المزكى هو (الادعية) التي هي عبارة عن الفعل تدفق وجداني وتدخل الكلمة في البيئة لمسار الاحداث لنستخرج منها عنصر المناقضات والبحث في ثنائيات تقابلية.

ومرتكز المناظرات الفاعل والذي كان عبارة عن حوارات ومناقشات.. وهناك مرتكزات متنوعة تكمل موسوعة اخرى.. وهذا الحث الشمولي حقق منجزا من أهم المنجزات التي تحتاج اليها الامة في استيعاب النهج المحمدي المبارك والتمسك بعلوم اهل البيت (عليهم السلام) هو النوال الحقيقي والسمة الحضارية الفاعلة.