1- بمناسبة الفاجعة العظيمة، فاجعة ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، أرفع التعازي لمولانا بقيّة الله الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله عليه، وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات في كل مكان. وأسأل الله تبارك وتعالى أن يُتحفنا وجميع المؤمنين والمؤمنات، برضا مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، الذي هو مفتاح رضا الله جلّ وعلا. فإذا رضيت فاطمة صلوات الله عليها رضي الله عزّ وجلّ. أسأل الله تعالى رضاها للجميع.
2- إنّ قضية التوعية الفكرية وهداية المجتمع قضية مهمّة جدّاً, حيث أن السيّدة الزهراء صلوات الله عليها ضحّت بنفسها الطاهرة في هذا السبيل, وضحّت بجنينها سيّدنا المحسن سلام الله عليه, الذي لو لم يقتل لكان عدد ذريّة السادة أكثر مما هو عليه الآن. وهذه التضحية من مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها هي حجّة على النخبة وعلى المدّعين بالإسلام كافّة. وهذه الحجّة تصدق في كل العصور, وفي يومنا هذا, وإلى يوم القيامة.
3- لما كانت مولاتنا فاطمة سلام الله عليها عليلة، بعد كل ما لاقته من الأذى والحيف من القوم، اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها وسألن منها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت عن علّتك؟ وإذا بها سلام الله عليها عوضاً عن شكواها من مرضها ومصابها أخذت تأمرهنّ بالمعروف وتنهاهنّ عن المنكر. فكان مما قالت: (أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الوحي الأمين، والطَّبين بأمور الدنيا والدين).
4- إن مراد الصديقة الشهيدة سلام الله علیها من هذه الكلمات (أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الوحي الأمين، والطَّبين بأمور الدنيا والدين). هو: أن رجالكم غيّروا الرسالة، فهم بإعراضهم عن أمير المؤمنين سلام الله عليه قد أعرضوا عمّا جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وخرّبوا دنياهم وآخرتهم حيث عبّرت سلام الله عليها عن الإمامة برواسي الرسالة وقواعد النبوّة.
5- إن الصديقة الزهراء سلام الله عليها رغم الظروف الصعبة والقاسية التي أحاطت ببيت النبوة قد أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، مع علمها أن كلامها هذا لن يكون له تأثير فعلي على القوم وسيؤدي إلى استشهادها. ولكن مع ذلك كله تكلّمت سلام الله عليها بهذه الكلمات الحقّة لتكون حجّة على القوم وعلى الآتين من بعدهم
6- إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضمن شرائط خاصة أحياناً يكون واجباً وإن استلزم التضحية بالنفس ومن ذلك عندما توشك أصول الدين على الاضمحلال، وهذا ما قامت به مولاتنا الزهراء وكان ثمنه استشهادها صلوات الله وسلامه عليها وسقوط جنينها المحسن سلام الله عليه.
7- لقد اختارت السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها طريق استشهادها واستشهاد ابنها المحسن سلام الله عليها عن وعي، ولم تجبر نفسها وابنها سلام الله عليهما على الشهادة، بل اختارت طريق الشهادة، لأجل بقاء القرآن الحكيم وبقاء أحكامه المشرقة.
8- لقد أسرّ رسول الله صلى الله عليه وآله بعض الأسرار للسيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها في الأيام الأخيرة من عمره الشريف، وقال لها: (ليس أحد من نساء المسلمين أعظم رزية منك). وكان سبب حلول أعظم رزية على السيدة الزهراء صلوات الله عليها هو بسبب تبيينيها للحق في يوم الخيانة التي ارتكبها اجتماع السقيفة.
9- الصدّيقة الطاهرة صلوات الله عليها استشهدت مع ابنها المحسن عليه السلام الذي كان لم يزل جنيناً في بطنها من أجل هدف عظيم.
10- يوجد استثناء واحد فقط في أسلوب السيّدة الزهراء صلوات الله عليها في كل حياتها، وهو في عدم ردّها السلام على الأول والثاني، وكان ذلك لتثبيت عقائد الناس، ولتثبيت أصول وأساس الدين.
11- إنّ المصائب والثقافة غير الإنسانية الموجودة في العالم اليوم، بدأت من حادثة حرق باب بيت مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
12- إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضمن شرائط خاصة أحياناً يكون واجباً وإن استلزم التضحية بالنفس وهذا ما قامت به مولاتنا الزهراء وكان ثمنه استشهادها عليها السلام وسقوط جنينها المحسن عليه السلام.
13- على الجميع أن يرضوا بالمقدّرات الإلهية، ولكن الله تعالى جعل رضاه في رضا السيدة الزهراء البتول صلوات الله عليها.
14- إنّ أفضل وأربح ما تحصلون عليه في الدنيا، هي التكاليف التي تصرفونها في طريق السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
15- كلّ من يبتلى من أجل السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فإنّه ذو حظّ عظيم، وبالعكس، فمن يتمكّن من تقديم شيء لأهل البيت عليهم السلام ويقصّر فهو مسلوب التوفيق.
16- إنّ مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها محور الإسلام، لذلك ينبغي إحياء أهدافها، ونشر ثقافتها، وتعظيم مجالس عزاء استشهادها.