LOGIN
المقالات
alshirazi.org
مظلومية الشيعة .. مستدامة
رمز 154
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 7 سبتمبر 2013
مآسي الشيعة عمرها عقود طويلة متخمة بوقائعها المريرة وتفاصيلها الدامية، فكانوا - ومازالوا - يتعرّضون إلى اعتداءات إجرامية (ذبحاً وتهجيراً)، واستهدفت تجمّعاتهم المدنية (تخريباً وتفجيراً) في الأسواق العامة والمناطق السكنية، ولاحقت زوّار المراقد المقدّسة (ترويعاً وتقتيلاً).

على مدى حقب مجحفة، ظلّ الشيعة وما زالوا يكابدون آلام هذا الواقع المأساوي، وهم يتعالون على الجراحات، ويكظمون الغيظ، وقد كتبوا صفحات مشرقة بالعفو والنبل والتسامح، لكن بعض المسلمين يصرّ على البقاء بعيداً عن قيم الأخوة والتعايش والحوار والسلام. وهذا ما يجعل الأمر أكثر تعقيداً، وهذا ما يجعل مظلومية الشيعة مستدامة والدم الشيعي يراق باستهتار.

في العام 1999م، صدر كتاب (الشيعة العرب: المسلمون المنسيون) باللغة الإنجليزية لمؤلفيه «غراهام فولر» الذي يتمتع بخبرة طويلة في دوائر السياسة الأمريكية، والباحثة الأميركية العراقية ذات الخلفية السنيّة - الشيعية «رند رحيم فرانكي»، وتناول الكتاب واقع الشيعة في البلدان العربية من النواحي السياسية والقانونية والاجتماعية، حيث عمدت الحكومات على ممارسة الظلم الممنهج لهم على مدى القرون المتعاقبة.

المؤلّفان في تحليلهما لطبيعة أزمة الشيعة العرب يؤكّدان أنها ليست كسائر مشاكل الأقليّات الأخرى المنتمية حتى لديانات خارج منظومة الإسلام، ولقوميات غير عربية من مسيحيين ويهود وأكراد وغيرهم، من الذين حظوا بحماية قانونية وحفظت حقوقهم، بدرجة أكبر بكثير من الشيعة، عبر تاريخ الحكومات في العالم الإسلامي والعربي، (فالشيعة لم يمنحوا حتى مرتبة الأقليّة! مما يجعل وضعهم معقّداً أكثر ومشحوناً عاطفياً)، علماً بأن الشيعة لا يشكّلون الأقليّة دائماً في جميع دول تواجدهم، فهم يشكّلون الأكثرية في العراق والبحرين، وهم أكبر مكوّن من مكوّنات المجتمع اللبناني، ومع ذلك فقد كانوا عرضة للتمييز والاضطهاد الممنهج عبر التاريخ، وهذا يشير إلى أن قضية الشيعة أعمق من كونها قضية أكثرية وأقليّة.. ربما هي قضية وجود وضد الوجود!!

المصدر: أجوبة المسائل الشرعية ـ العدد 192 ـ الافتتاحية