LOGIN
الامام الحسين عليه السلام
alshirazi.org
عاشوراء
رمز 822
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ 23 جمادى الأولى 1443 - 27 ديسمبر 2021

1-لا بأس أن نتذكر، ونحن على أبواب شهر محرم الحرام، عطية الله تعالى للإمام الحسين سلام الله عليه الذي ترك الخلق طرا في الله، فقد أعطاه سبحانه امتيازات لم يعطيها أحد قط حتى أولئك الذين هم أفضل من الحسين سلام الله عليه وهم جده المصطفى وأبوه المرتضى وأمه الزهراء وأخوه المجتبى سلام الله عليهم أجمعين، وهذا الأمر ملحوظ في الأدعية والزيارات كثيرا.

2-إن الله سبحانه وتعالى أعطى للحسين سلام الله عليه ما لم يعط أحد من العالمين؛ إذ ربط دمه بعالم التكوين، فألقى مسؤولية دمه على الأرض كلها، وعلى كل مَنْ عليها، فكأن الجناية وقعت من كل بقاع الأرض ومن عليها، ثم حمَّلهم جمعيا مسؤولية الثأر له صلوات الله عليه!

3-إن لمحرم خصوصية وتميزاً، فبحلول هذا الموسم وبمجرد أن يهل هلال هذا الشهر يتبادر إلى الذهن اسم الإمام الحسين سلام الله عليه، حيث قتل في العاشر منه مظلوما شهيدا.

4-يذكرنا شهر محرم الحرام بمسؤوليتنا تجاه قضية الحسين والثأر لدم الحسين سلام الله عليه، ومن جملة مسؤوليتنا أمران؛ الأول: التعريف بالحسين، سلام الله عليه وقضيته وجعله علما بحيث يراه كل إنسان في شرق الأرض وغربها.

الثاني: وهو الأهم، وقد جعل الأمر الأول طريقا إليه، فهو متابعة أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه.

5-لنطالع زيارات الحسين سلام الله عليه بتأمل، ولنتدبر في المفاهيم الموجودة فيها، فإن مطالب كثيرة سيحصل عليها الإنسان خلال التدبر في هذه الزيارات.

6-إن التعريف بالحسين وقضيته من خلال إقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية، من جانب، والعمل على تحقيق هدف الإمام الحسين المتمثل بإنقاذ العباد من جهالة الكفر وضلالة الباطل إلى نور الحق والإسلام والإيمان، من جانب آخر، هما ضمن المسؤولية الملقاة علينا جميعا تجاه الثأر للإمام الحسين سلام الله عليه.

7-لنشمر عن ساعد الجد في شهري المحرم وصفر، ولنعد ونستعد من قبل حلولهما ولنستثمر كل طاقاتنا في هذا السبيل من أجل أن يكون الحسين علما وهاديا لكل البشر، من خلال المواكب والشعائر، والأفلام والتسجيلات، والشبكات العالمية والفضائيات والمنابر والندوات، وكل الوسائل المتاحة لنا، فهذه جزء من مسؤوليتنا الواردة في قول الإمام الصادق سلام الله عليه يخاطب فيه جده الإمام الحسين: (وضَمَّنَ الأرض ومَنْ عليها دمك وثأرك).

8-ما أكثر الناس الذين لا يعرفون الحسين وقضيته وأهداف نهضته! وما أثقل مسؤوليتنا إذن؟!

9-أقام الإمام الحسين سلام الله عليه دين جده صلى الله عليه وآله، ولولاه لما قامت للدين الإسلامي قائمة.

10-عسى أن نكون قد تحدثنا عن الإمام الحسين سلام الله عليه وفضله ووفينا ببعض ما علينا تجاهه ولو بمقدار ما تحمله رأس الإبرة من بلل البحر!! ذلك أن الحديث عن الحسين سلام الله عليه حديث عن الله سبحانه والقرآن وعن الرسالة والحق وعن كل فضيلة.

11-لقد أقام الحسين سلام الله عليه باستشهاده الدين وحفظ الشريعة.

12-لولا الحسين لما كانت الصلاة ولا الصيام ولا حج البيت أحد؛ لأن بني أمية كانوا على وشك القضاء على الدين، ولكن الحسين سلام الله عليه حفظه بدمه ودماء أهل بيته.

13أليس للحسين سلام الله عليه حق على الصلاة؛ كل صلاة على وجه الأرض؟! أو ليس لدمه سلام الله عليه حق على الكعبة والبيت الحرام؟!

14-لولا جهاد الحسين سلام الله عليه وثورته ودمه لما كان يصام شهر رمضان ولما كانت الزكاة والخمس وسائر أحكام الإسلام.

15-كان بقاء اسم النبي صلى الله عليه وآله يُرفَع على المآذن ببركة الحسين سلام الله عليه، ولولا الإمام الحسين سلام الله عليه لمحا هذا الذكر معاوية ويزيد وآل مروان بعدهما، ولعادت الجاهلية، فهكذا كان تخطيط معاوية، ولكن الله تعالى شاء أن يرى الإمام الحسين قتيلا، لأنه يريد إنقاذ الدين بأساليب طبيعية وغير غيبية.

16-كل مسجد تدخله اليوم فهو مدين للحسين، وكل صلاة وصيام، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وبر بالوالدين، وإخلاص لله، بل واسم رسول الله صلى الله عليه وآله عندما يرفع في الآذان.. كله من الحسين سلام الله عليه، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وآله: (وأنا من حسين).

17-لقد قُتل الأنبياء والأولياء في سبيل أحكام الله، وأخبر الإمام الحسين سلام الله عليه أخاه محمد ابن الحنفية لما أراد منعه من الخروج إلى كربلاء، أنه رأى جده في المنام، فقال عليه السلام: (أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما فارقتك، فقل: يا حسين اخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلا)، فقال له ابن الحنفية: إنا لله وإنا له راجعون! فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذا الحال؟ فقال له: (قد قال لي: إن الله قد شاء أن يراهن سبايا).

18-يقول النبي صلى الله عليه وآله لسبطه الإمام الحسين سلام الله عليه: (وإن لك في الجنة درجات لا تنالها إلا بالشهادة)، فماذا فعلت شهادة الإمام الحسين سلام الله عليه سوى أنها حافظت على دين الله وأحكامه من الضياع في زمن الطاغية يزيد بن معاوية؟!

19-مرة أخرى يطل علينا شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء التي مافتئت مشعلا يهتدي به الأنام منذ استشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه إلى يومنا هذا.

20-في كل مرة تحيا ذكرى عاشوراء ينهل محبو الإمام الحسين سلام الله عليه قيما ومفاهيم جديدة من مدرسة عاشوراء الخالدة.

21-عاشوراء ملحمة عظيمة ومضيئة للأجيال على مر العصور.

22-جعلت عاشوراء الأغيار يطأطئون رؤوسهم إجلالا لعظمة صاحب الذكرى.

23-يتزود المؤمنون من دروس عاشوراء الغنية لدنياهم وأخراهم.

24-لا ننسى بأن ذكرى عاشوراء مرت بمسيرة طويلة من التحولات، وأن التضحيات التي قدمها الأسلاف والوالهون بسيد الشهداء سلام الله عليه هي التي أوصلت إلينا هذه المدرسة العاشورائية المناهضة للظلم، والعريقة بأهدافها المقدسة.

25-لا يمكننا أن ندعي دنتماءنا لمدرسة عاشوراء ما لم نرخص الغالي والنفيس في سبيل ديمومة أهدافها العالية، وأن نسلم هذه الأمانة الحسينية السماوية إلى الأجيال اللاحقة مصانة لا تشوبها شائبة، وفي الوقت نفسه فاعلة وبعيدة عن أي زيغ أو حرف، وهذا يتم في حال خلصت النوايا، وأبعدت المصالح الشخصية، ليحل محلها هدف تحقيق مرضاة الله عز وجل.

26-مهام محبي أهل البيت سلام الله عليهم إعلاء شأن عاشوراء ونشر ثقافتها وبرامجها، وإحياء مجالس عاشوراء، ومواكبها، بل إحياء كل ما يتعلق بها من شعائر ليخلد ذكراها، ولا يخفى أنها مسألة محفوفة بالمشاق والصعاب، لكنها مشاق عاقتها الثواب الجزيل والأجر الوفير.

27-لايمكننا مطلقا أن نتصور ما كابد سيد الشهداء سلام الله عليه في يوم عاشوراء، قد تراود الإنسان أحيانا بعض الخطرات، ولكن لا يمكن مطلقا تصور ما جرى في ذلك اليوم فعلا.

28-ليس لنا أن نختصر قضية الإمام الحسين  سلام الله عيله بالقول: إنه إمام، والإمام يتمتع بالصبر ورباطة الجأش.

29-في أقل من نصف يوم، تجرع الإمام الحسين سلام الله عليه كل تلك المصائب وتحمل ما لا يطيقه بشر؛ وكل ذلك كان بعين الله التي لا تنام ولكن ستحل الساعة التي يقرر الله سبحانه بحكمته التامة انتهاء أمر الصبر لتصل النوبة لعدل الله الذي يعد الانتقام من الظالمين أحد فروعه.

30-جل ما نملك من مثل وقيم هو من بركات تضحيات سيد الشهداء الحسين سلام الله عليه.

31-لقد غرست عاشوراء في أعماقنا مبادئ الإنسانية والعبودية لله عز وجل والإيثار وخدمة الآخرين والعطف على المستضعفين والدفاع عن المظلومين.

32-يجب أن نبقي جذوة ملحمة عاشوراء متقدة على الدوام، وأن نبذل مهجنا دونها، لنضمن الرفعة والشموخ لنا والأجيال من بعدنا.

33-لقد كان قبر الإمام الحسين سلام الله عليه في عرض الصحراء حيث لا أثر أو علامة تميزه، ولم يكن باستطاعة أحد الاهتداء إليه وزيارته من غير دليل مرشد، ومن ناحية ثانية، كان الجواسيس منتشرين في تلك الناحية ومأمورين بالقبض على كل زائر يتجه صوب القبر، لتسليمه إلى السلطات، وقد أدخل هذا الأمر الرعب في قلوب الجميع، ولم يكن أحد ليجرؤ على الزيارة!

34-إن صلاتنا وصومنا وحسن أخلاقنا ومعاشرتنا في الأسرة والمجتمع وكل ما يصدر عنا من عمل صالح، كل ذلك حسابه عند الله تعالى، أما الخدمة في سبيل الإمام الحسين سلام الله عليه فلها وضع خاص عما سبق من الأعمال، والإمام سلام الله عليه وحده الذي أعطاه الله يثيب عليها، فهنيئا لمن ضاعف من خدمته على هذا الطريق.

35-للمدرسة الحسينية عطاء لا ينفذ، ومكاسب لا تلبى.

36-تجسد ملحمة كربلاء عظمة سيد الشهداء سلام الله عليه.

37-الحسين سلام الله عليه إمامنا ومثلنا الأعلى.

38-لنر ماذا قدم لنا سيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه حتى نسلك طريقه ونتبع أثره.

39-لنحاول تعلم الدروس من الإمام الحسين سلام الله عليه.

40-من دروس كربلاء أن نستعمل ألسنتنا ومواقفنا في فعل الخير دائما ومع الجميع دون استثناء.

41-مما تعلمناه من سيد الشهداء الحسين سلام الله عليه أنه إذا كان باستطاعتنا التفريج عن كربة مكروب فلا نتردد في ذلك.

42-يدعونا الإمام الحسين سلام الله عليه إلى أنه إذا كان بإمكان المرء أن يساعد بماله أو لسانه أو التوسط للمساعدة لصالح من يعرفه أو حتى من لا يعرفه... فليفعل.

43-لم يكن يوم عاشوراء مناسبة للندب والتعزية فحسب، بل كان ومازال وقفة للتأسي بدروسه والاقتداء بأبطاله.

44-يجب علينا أن نقتدي بسيد الشهداء سلام الله عليه وأن نتأسى به في جميع شؤوننا.

45-تتميز قضية الإمام الحسين سلام الله عليه بميزتين هما العَبرة والعِبرة، وهاتان الميزتان متلازمتان.

46-الذي يحظى بمنزلة أرفع وحرمة أكبر عند سيد الشهداء الحسين سلام الله عليه هو الأقدر على أخذ العِبرة منه سلام الله عليه وذرف الدمعة والعَبرة عليه، وعلى قدر السعي في هاتين المسألتين يكون الثواب والجائزة.

47-قبل كل شيء يجب أن نعلم الماذا اختار الإمام الحسين سلام الله عليه وأبناؤه وأصحابه طريق الشهادة وبهذه الطريقة المفجعة، ولعل زيارة الأربعين تجيب عن تساؤلنا حيث جاء فيها: «ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة»، هنا استخدمت كلمة «عبادك»، وهي لا تخص الشيعة وحدهم، بل جميع العباد.

48-لقد فتح الإمام الحسين سلام الله عليه باستشهاده مدرسة العبرة للجميع.

49-دعا الإمام الحسين سلام الله عليه الناس إلى مقارعة الظلم وتحمل الشدائد والمصاعب حتى يذوقوا طعم السعادة.

50-أراد الإمام الحسين سلام الله عليه أن ينجي العباد من الجهل والضلال والتيه.

51-إذا أردنا أن نتقرب من الإمام الحسين سلام الله عليه أكثر علينا أن نبذل ما نملك في إنقاذ أنفسنا وجميع العباد من الجهل والضلال والتيه.

52-استشهد الإمام الحسين سلام الله عليه من أجل ثلاثة أهداف: أصول الدين، والأحكام الشرعية، والأخلاق الإسلامية.

53-من أراد البرهنة على ولائه لسيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه وأهدافه السامية عليه أن يسعى لتحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها الإمام سلام الله عليه، والمتجسدة بأصول الدين، والأحكام الشرعية، والأخلاق الإسلامية، وأن يضعها على رأس أولوياته.

54-لنا في موقف الإمام الحسين سلام الله عليه مع الحر وأصحابه في كربلاء قدوة، فإن الإمام سلام الله عليه سقاهم الماء مع أنه كان يعلم أنهم إلا الحر قاتلوه بعد ساعة! وكانت مهمتهم تسليم الإمام سلام الله عليه لابن زياد، فكانوا أضهر مصاديق البغاة والمنافقين والمحاربين والخوارج والنواصب لا شك في ذلك ولا شبهة! وكانوا مسلحين لكي يجبروا الإمام على التسليم والاستسلام وإن لزم الأمر باللجوء إلى القوة، ولكن تصرف الإمام سلام الله عليه هو مما أبقى التشيع حيا.

55-لم يكن مهما عند الإمام الحسين سلام الله عليه أن يسقي قاتليه، وأن اقتضى أن يترجل ويرشف خيولهم بنفسه، كما تقول الروايات، إنما كان المهم عند الإمام هو الإسلام ودعوة الناس إليه.

56-شاء الله عز وجل أن يجعل من استشهاد الإمام الحسين صلوات الله عليه عَبرة ودمعة، وعِبرة وأسوة، لا للأجيال التي تلته فحسب، بل حتى للأنبياء والرسل على نبينا وآله وعليهم الصلاة والسلام الذين تلاهم الإمام الحسين سلام الله عليه.

57-الجزع المذموم شرعاً في عامة المصائب، ممدوح، ومأمور به، ومأجور عليه إذا كان من أجل عاشوراء، وفي سبيل سيد الشهداء سلام الله عليه.

58-تتجسد العِبرة بالإمام الحسين سلام الله عليه عبر القيام بالعمل الجاد من أجل انقشاع الجهل والضلالة عن عامة البشر، ولا يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود والإخلاص لله سبحانه، والتضحية بنسبة عالية في سبيل توعية عباد الله تعالى، ومد نور أهل البيت سلام الله عليهم إلى كل صقع ومكان ومدينة وقرية، وبيت وصريفة، ورجل وامرأة، وفتى وفتاة.

59-ينبغي تطبيق نهج الإمام الحسين سلام الله عليه في الاستفادة من عاشوراء لإنقاذ عباد الله تعالى من المظالم المعاصرة، والقتل والسفك، والتشرذم والتعذيب، والاستهانة بالكرامات التي يتعرض لها اليوم كثير من الناس، والمسلمون خاصة في مختلف أقطار الأرض.

60-من أهم أهداف عاشوراء التي في أعناقنا تعميم أصول الإسلام وفروعه عبر جميع وسائل الإعلام والتبليغ في شتى مجالات الحياة.

61-ونحن نستقبل عاشوراء الإمام الحسين سلام الله عليه الذي جعله الله تعالى مصباح هدى وسفينة نجاة... ينبغي لنا جميعاً أن نقوم بما يريده الله تعالى ويرضاه منا، ويكون محققا لأهداف سيد الشهداء صلوات الله عليه.

62-من أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه في عاشوراء ترسيخ أصول العقيدة الإسلامية من التوحيد، وما يتعلق به من صفات الله الثبوتيه، وما يتنزه عنه تعالى من الصفات السلبية، وبعثة الأنبياء وما يرتبط بها، وبعثة رسول الإسلام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين وما يتصل بذلك، والإمامة وبحوثها، والمعاد وشؤونه، ونتائجه من الثواب والعقاب والجنة والنار.

63-من أهم أهداف نهضة الإمام الحسين سلام الله عليه هو أحياء أصول العقيدة في النفوس.

64-لولا نهضة الإمام الحسين سلام الله عليه المباركة لأزالت ممارسات بني أمية والأوائل وأضرابهم الدين من جذوره، ومحت الإسلام عن أصله.

65-أؤكد على الشباب في كل مكان أن يستفيدوا في مجال بيان حقائق أصول الإسلام ودفع الشبهات والشكوك المثارة من العلماء بالذات، وأن يعرضوا عليهم أسئلتهم حتى يحققوا بدورهم أهم أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه.

66-من الأهداف التي ضحى الإمام الحسين سلام الله عليه لأجلها بأغلى ما على وجه الأرض، من نفسه الشريفة وذويه، وأكد بأغلى ما على وجه الأرض، من نفسه الشريفة وذويه، وأكد على إحيائها قولاً وعملاً تركيز الأخلاق الإسلامية في الفرد والمجتمع.

67-على المؤمنين اتباع الإمام الحسين سلام الله عليه في التحلي بالفضيلة، والالتزام بها في كافة ممارساتهم في الحياة الاجتماعية مع الأقرباء والغرباء، مع الأصدقاء والأعداء جميعاً.

68-كان الاقتصاد السليم، والسياسة العادية، والفضيلة، في طليعة أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه في قيامه ضد بني أمية، الذين سحقوا القيم وأفسدوا البلاد وأذلوا العباد، وفرضوا على الأمة فيما فرضوا عليها من الاقتصاد البغيض، والسياسة الظالمة، حتى أصبح المظهر العام للأمة غير الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وبشر به العالم وطبقه في حياته الكريمة.

69-ينبغي الاستفادة أكثر من ذي قبل من التقنية الحديثة لنشر أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه بجميع محتوياتها من الكتب والصحف، وكذلك الأفلام والمسرحيات والقنوات الفضائية والشبكة المعلوماتية و... وكل ما يمكن بواسطته، وبنزاهة كاملة، إيصال صوت الإمام الحسين سلام الله عليه إلى كل أفراد البشر.

70-نهضة الإمام الحسين سلام الله عليه قررت مصير الأمة الإسلامية حين أنقذتها من السقوط في مهاوي الضلال والتحريف والتمزيق التي سقطت فيها الأمة اليهودية، والأمة المسيحية، وغيرهما من قبل.

71-نهضة الإمام أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه المباركة فتحت للأمة طريق مواصلة المسيرة في نفس الخط الذي اختطّه رسول الله صلى الله عليه وآله وكافح من أجله مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وضحّت في سبيله الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليهما.

72-شهر محرم الحرام، شهر الإمام أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، وشهر التضحيات الكبرى.

73-شهر محرم الحرام، شهر مقارعة الحق (متمثلا في الصفوة الطيبة من آل البيت وأصحابهم الأبرار) مع الباطل (متمثلا في الحكومة الأموية الظالمة وأتباعها من عبيد الدنيا).

74-لقد أسفرت المواجهة غير المتكافئة في كربلاء، من ناحية العدة والعدد، عن انتصار الحق واندحار الباطل، وآثار هذا الانتصار واضحة في كل زمان ومكان، وخاصة في شهري محرم وصفر، وبالأخص في يوم عاشوراء.

75-ها هو اسم الإمام الحسين سلام الله عليه يطبق أطراف الدنيا، وهذا هو عَلَمه الخفاق يرفرف في كل بقعة، وهذا هو خطه الذي هو خط رسول الله وأمير المؤمنين علي سلام الله عليهما يزداد في كل يوم انتشارا وتألقا، وهذه هي المجالس تعقد باسمه من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وهؤلاء هم الألوف والألوف من الخطباء، والشعراء، والكتاب يرددون اسمه الشريف، وهذه هي الملايين تهتدي إلى سبيل الحق ببركته.

76-لقد تحقق وعد الله تعالى للإمام الحسين سلام الله عليه بالانتصار، وقد نقلت الأحاديث الشريفة ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله فيما ذكرته عقيلة الهاشميين زينب الكبرى سلام الله عليها للإمام السجاد سلام الله عليه: «وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والإيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهوراً، وأمره إلا علوا».

77-انظروا كيف تحقق جليا وعيد الله المنتقم لأعداء الإمام الحسين سلام الله عليه بالبوار.

78-ينبغي أن نتعلم من الإمام الحسين سلام الله عليه دروس الاعتماد على الله تعالى، والعزة، والتضحية، والأخلاق، وكل فضيلة.

79-لقد ضحى الإمام الحسين سلام الله عليه أعظم التضحيات في سبيل الله تعالى، حيث ضحى بنفسه الكريمة، وبأسرته الميامين، حتى الطفل الرضيع، كما وضحى بأصحابه الأخيار.

80-من الضروري جدا أن يعلم عشاق سيد الشهداء سلام الله عليه أنه كلما كانت نسبة التعلم من الإمام الحسين سلام الله عليه أكثر كان القرب إليه أكثر.

81-ينبغي علينا أن نحاول تحقيق أكبر قدر ممكن لواحد من أسمى أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه في نهضته الماركة وهو (إنقاذ عباد الله) بما لهذه الكلمة من معنى واسع.

82-ينبغي الإستفادة من موسم عاشوراء بكل الوسائل المتاحة والمشروعة لهداية الناس في جميع أنحناء العالم عبر المجالس، والمواكب، والمسيرات، وغيرها، وبعقد المجالس الحسينية على امتداد السنة لهذه الغاية.

83-أبى الله تعالى لسيد الشهداء الإمام الحسين سلام الله عليه إلا الشموخ والعلو، ولخطّه المبارك إلا التوسع والانتشار، كما أبى لأعدائه إلا السقوط والاندحار.

84-يصف الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، جواد الإمام الحسين سلام الله عليه حين وصوله إلى المخيم بلا فارس، وكأنه يحس بالتقصير بسبب عجزه عن إغاثة مولاه الإمام الحسين سلام الله عليه، ومع ذلك فقد أسرع إلى عياله ليخبرهم بالفاجعة العظيمة.

85-يمكن تصوير قوله عجل الله تعالى فرجه الشريف: «ناشرات الشعور» كالتالي:

كان من المتعارف عند العرب سابقاً أن المرأة إذا فقدت عزيزاً عليها تبقى بقية عمرها محزونة لمصابه، محرومة حتى من البسمة والضحكة لفقده، فإنها في ظروف كهذه تفتح ضفيرتها داخل الستر والحجاب كعلامة لشدة المصيبة وهذه العادة موجودة في العراق أيضاً وربما في مناطق عربية أخرى، وليس المراد من العبارة كما يتصور البغض أن العلويات خرجن من الستر ورؤوسهن مكشوفة والعياذ بالله.

86-معنى «ناشرات الشعور» الواردة في الزيارة هو: أن العلويات فتحن ظفائرهن تحت المقنع لشدة المصاب، بعد أن ربطن المقانع على رؤوسهن بإحكام امتثالاً لأمر سيد الشهداء سلام الله عليه، فقد أوصاهن بذلك لكي لا يذهلن عن حجابهن من شدة المصيبة وعظمة الفاجعة.

87-لقد خرج المشركون لمقالة رسول الله صلى الله عليه وآله وقصدوا بذلك قتله، وعندما أسر بعضهم في إحدى المعارك لم يستطع النبي صلى الله عليه وآله أن ينام طيلة تلك الليلة بسبب أنين واحد منهم، أما بنو أمية فقد أسروا ذريته ولم يرقوا لحالهم أبداً.

88-مصيبة سيد الشهداء وأهل بيته مصيبة استثنائية.

89-شاءت إرادة السماء أن لا يكون لمصيبة سيد الشهداء وأهل بيته نظير في الكون منذ الأزل وإلى يوم يبعثون.

90-انظروا اليوم إلى مقام طفلة سيد الشهداء سلام الله عليه، السيدة رقية، بعد مرور أكثر من ألف وثلاثمئة وخمسين سنة في الشام وهي مركز بني أمية، فما أكثر الحاجات التي تقضى للناس بالتوسل إلى الله تعالى بهذه السيدة الجليلة!، هذا بالنسبة للدنيا أما في الآخرة فالله العالم.

91-لقد انقضى يوم عاشوراء (من هذه السنة) إلا أن مصائب أهل البيت سلام الله عليهم لم تنقض بل بدأت من (اليوم)، فلا ندعها تمر عيلنا دون أن نستفيد منها على الوجه الأحسن.

92-اعلموا أن مصباح سيد الشهداء ورغم محاولات الأعداء الكثيرة التي أرادوا بها أن يطفئوا نوره قد بقي منيراً على مدى أربعة عشر قرناً، وسيبقى منيراً إلى يوم القيامة.

93-هنيئاً للزوار الذين استشهدوا وهم في زيارة أهل البيت سلام الله عليهم، ففي الغد نغبطهم وسنرى إن شاء الله مقامهم الرفيع يوم القيامة.

94-لقد أثنى الكثير من غير المسلمين، بل ومن عباد النار، على الإمام الحسين سلام الله عليه.

95-لا شك أن الذين قتلوا اليوم (العاشر من المحرم 1425ه) قد مضوا إلى نعيم الله تعالى، ولكن الويل لأولئك الذين ظلموا معزيّ سيد الشهداء سلام الله عليه فإنهم في عداد من خسر الدنيا والآخرة.

96-الخاسر الحقيقي هو من انتهك حرمة عزاء سيد الشهداء وأهل البيت الأطهار سلام الله عليهم بأي طريقة كانت، ولن يهنأوا في حياتهم حتى في شربهم الماء.

97-ستبقى قضية عاشوراء إلى يوم القيامة وسيمتحن فيها الملايين من البشر.

98-الامتحان بقضية عاشوراء ليس اليوم فقط أو في عاشوراء عام 61ه وإنما كان قبل أن يخلق الله تعالى الأنبياء سلام الله عليهم، فقد امتحن نبي الله نوح وإبراهيم الخليل سلام الله عليهم، ففي الخبر أنه إذا ذكر الأنبياء فينبغي أن يصلى على النبي صلى الله عليه وآله أولاً ثم عليهم ما عدا نبي الله إبراهيم حيث يقال هكذا: عليه وعلى نبينا وآله السلام، وهذا استثناء له من بين جميع الأنبياء، ومع ذلك فقد امتحنه الله تعالى بسيد الشهداء سلام الله عليه.

99-نحن جميعاً نمتحن، ولذلك لا بد أن نحذر ونحتاط فلا نسيء إلى شيء من قضايا سيد الشهداء سلام الله عليه فإن الله تعالى يعفو عن معصيته أسرع من عفوه عن التقصير في قضية سيد الشهداء سلام الله عليه وهذا نظير ما في الرواية: أن الله تعالى ينظر إلى زوار قبر أبي عبد الله سلام الله عليه يوم عرفة قبل أن ينظر إلى زوار بيته الحرام.

100-انظروا لما حدث في العاشر من المحرم 1425ه، هل سيمتنع الزوار من المجيء ثانية إلى قبر سيد الشهداء سلام الله عليه؟ وهل تصور الأعداء أن الناس سيتركون زيارة سيد الشهداء سلام الله عليه؟!

101-لقد التقيت بالعديد من المظلومين في العراق، فكان بعضهم يقول: فقدت أولادي الخمسة ولا أعلم منهم شيئا، وغير ذلك من قتل الشباب، وانتهاك الأعراض، والتجري على العلماء، ومع كل ذلك يتراجع الموالون عن قضية سيد الشهداء سلام الله عليه ولن يتراجعوا إلى يوم القيامة.

102-لمن سعادة المرء أن يقيم مجلساً لسيد الشهداء سلام الله عليه فالمجالس هذه حتى إن حضرها القليل ولم يقدم فيها إلا اليسير، فهي يوم القيامة عند الله عظيمة، فضلاً عن دفعها لبلاء الدنيا والآخرة.

103-الذين لم يوفقوا الإقامة مجالس عزاء الإمام سيد الشهداء الحسين سلام الله عليه فليصمموا من اليوم أن يقيموا ذلك في بيوتهم.

104-مسؤوليتنا نحن العارفين بحق سيد الشهداء سلام الله عليه أن نوصل صوت الإمام الحسين سلام الله عليه إلى البشرية كلها ونعرفها به... وأبسط ما يمكن القيام به في هذا المجال هو جمع مقدار من الأموال وافتتاح موقع على الأنترنت وبواسطته نعرفّ سيد الشهداء سلام الله عليه للعالم، وربما يدخل الآلاف بل الملايين إلى الموقع فيهتدوا على أثره.

105-جبلت النفوس على الالتفاف حول المظلوم والدفاع عنه، فكيف لو كانت الظلامة بحجم مظلومية الإمام الحسين سلام الله عليه وأهل بيته الأطهار وأصحابه الأبرار؟!

106-كانت وستبقى حركة الإمام الحسين سلام الله عليه والمظلومية التي وقعت عليه والنتائج العظيمة التي تمخضت عن ذلك أفضل منهج لأجيال في كيفية الانتصار على الظالمين.