LOGIN
المحاضرات
alshirazi.org
"سلسلة توجيهات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله"
نبراس المعرفة: رضا الله تعالى بأهل البيت عليهم السلام
رمز 50598
نسخة للطبع استنساخ الخبر رابط قصير ‏ 5 رمضان العظيم 1446 - 6 مارس 2025

سلسلة توجيهات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، الموسومة بـ(نبراس المعرفة)، التي يتطرّق فيها سماحته إلى المواضيع الدينية والعقائدية والتاريخية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلاً عن جوانب من السيرة الوضّاءة للمعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم وعظمة الإسلام وجماله، وأنّ به تسعد البشرية في الدارين، وغيرها.

بسم الله الرحمن الرحيم

الرضا بما قسم الله تعالى هو الملاك

قال الإمام الحسين علیه السلام  في إحدی خطبه: (رِضَى اَللَّهِ رِضَانَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ)(1).

بما لایقبل الشك والتردید، أن الملاك والأساس عند أهل البيت صلوات الله عليهم في کلّ شيء، هو نیل رضا الله تبارك وتعالى، بمعنی آخر إن ما يرضا به الله تعالى هو الملاك للرضا عند أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة والسلام.

وبما أن الحياة التي نعیشها في هذه الدنیا، ملیئة بالبلایا والخطایا والمشاکل، والناس فیها علی مستویات ودرجات إیمانیة وأخلاقیة متفاوتة، لذا فإن الله تعالی یرضی لإنسان ما، ما لا یرضاه لإنسان آخر، فیختار لهذا أمراً حلوا جمیلاً، ویختار لآخر أمراً صعباً مُرّاً.

کل هذه التنوّع هو من أجل مصلحة الإنسان، فقد یکون الفقر أفضل من الغنی للبعض وقد یکون المرض أفضل من الصحة، لکي یعتبر ویهتدي إلی الصراط المستقیم وینجو بنفسه من عذاب یوم القیامة.

إنّ من طبع الإنسان حبّه للخلود إلی الراحة وطلب الرفاه، ویحبّ السلامة ویختار الغنی ویرغب في العیش المرفّه بلا مشاکل ولا صعوبات، لکي یتنعّم في هذه الدنیا ویتلذّذ بملذّاتها وکأنّه خُلق من أجلها، ولکن هل هذا دوماً في مصلحة الإنسان؟

کلاّ، إن من مصلحة الإنسان أن یرضا بما یرضا به الله، لأن الله یرید للإنسان الحیاة الطیبة الکریمة في الدنیا، ویرید له الجنّة في الآخرة، وهذه النعم تتحقّق إذا خرج الإنسان بنجاح من هذا الإمتحان الصعب، فالغِنی الواقعي هو غِنی النفس، والسلامة الحقیقیة هي سلامة الدین، والنعمة الحقیقیة هي نعمة الإیمان بالله والموالاة لأهل البیت علیهم السلام.

ولذا فإن أهل البیت علیهم السلام إختاروا رضا الله تعالی في کلّ أمر، لأنهم وجدوا أن رضا الله هو الملاك في تحقیق السعادة الأبدیة، و أن أهل البیت یرضیهم ما یرضي الله، وقد إنعکس ذلك الرضا علی سیرتهم وأقوالهم والشواهد کثیرة في تأریخ حیاتهم.

وإذا أراد الإنسان أن يمضي على خطى أهل البيت، فعلیه أن يحاول ويحاول حتى يصل إلى هذه الدرجة من الرضا، وهذا  ليس بالأمر السهل طبعاً، بل هو أمر صعب ومن أصعب الأمور، ویحتاج إلی صبر وعمل وإستقامة.

السلامة في جسم الإنسان أمر طبیعي، ومنها أن يرى المرء بعينيه ويسمع بأذنيه ويتكلم بلسانه ويمشي برجليه ويعمل بيديه وينام براحة ولايشكو من ألم أو مشكله.

لکنه عندما يشكو من ألم أو مشكلة، ويشكو من عائلة ورحم وجار، سيجزع ويهلع ولايرضى بهذه الطریقة من الحیاة والإبتلاءات، فيبدو علیه السخط والإنزجار ویتململ، وبالنتیجة لایرضی بما قسمه الله له من عیشة صعبة.

لکن أهل البيت طریقتهم تختلف إنّهم لا یرضون بما قسم الله تعالى لهم.

لماذا رَضِي المعصومون عليهم السلام بما قسم الله لهم؟

ورد في بعض الأخبار والأحاديث الشريفة:

جاء رجل إلى أحد الأئمة المعصومين عليهم السلام وقاله له:

إني قد سمعت أن الذين يعيشون المرض في الدنيا يكون حسابهم في الآخرة أسهل ودخولهم إلی الجنة أسرع!!

ولذا فأنا أری أن الذي يعيش الفقر في هذه الدنيا، وليس له لباس يحميه برد الشتاء ويقيه حرّ الصيف، ولیس له طعام کاف یشبعه، له ألف حاجة وحاجة في الآخرة.

لذا فأنا أحب أن أعیش فقيراً علی أن أعیش غنیّاً، وأن أنام جائعاً علی أن أنام شبعاناً، وأن أکون مریضاً علی أن أکون في صحة وعافیة!!

لأن الفقراء في يوم القيامة لهم حساب أسهل  ودخولهم إلی الجنة أسرع!!

هذا الرجل وحسب مفهوم الآخرة ومنطلقها المعنوي، أراد أن یقول للإمام عليه السلام، أحبّ أن تكون نفسي في تعب من الفقر ومن المرض حتى يكون حسابي في الآخرة سهل ويكون دخولي إلی الجنة سریعاً.

فالمرض ليس بالأمر السهل فهو يتعب الإنسان وينهكه ولايستطيع الإنسان مع المرض أن يزاول أعماله بصورة طبيعية ويترتب على ذلك العمل معاشه وأموره وتأريخه.

فمن منطلق الأمور المعنوية، قال الرجل للإمام: أحبّ أن أكون مريضاً علی أن أكون صحيح الجسم، وأحب أن أكون فقيراً علی أن أکون غنیّاً، فالفقر خيراً لي من الغنى!!

فأجابه الإمام عليه السلام قائلاً: نحن أهل بيت إن رضي الله لنا الصحة كانت الصحة خيراً لنا من المرض، وإن رضي الله لنا المرض كان المرض خيراً لنا من الصحة، وإن رضي الله لنا الغنى كان الغنى خيراً لنا من الفقر، وإن رضي الله لنا الفقر كان الفقر خيراً لنا من الغنى)).

الملاك لدی أهل البیت هو رضا الله، فلماذا يرضى الله لهذا الصحة ولذاك المرض، ويرضى لهذا الغنى ولذاك الفقر، ويرضى لفلان جار سوء ولآخر جار صالح،  ويرضى لهذه العائلة لهم مشاکل ويرضى لتلك عائلة بلا مشاکل، كل ذلك الإختلاف نتیجته أن الله رضي لنا بذلك.

ما هو السرّ في اختلاف رضا الله تعالی من فرد إلی آخر؟

هناك فرق في نوعیة النعم والإبتلاءات التي رضیها الله تعالى للناس، فیمتحن کلّ شخص بنوع معیّن من الإمتحانات، فشخص یمتحنه بفقره وآخر بمرضه وسقمه وما أشبه. وفي المقابل یمتحن آخرین بالنعم التي یمنحهم إیّاه، بالصحة، بالغنی، بالرئاسة، وحتی بالعِلم والأولاد وما أشبه.

هذا التنوّع عند الله لایعني أن الله یفرّق بین عباده، بل الملاك لدیه هو قبولهم برضا الله تعالى.

فالإنسان عندما يتمرض یذهب للعلاج كما هو مأمور به، وهکذا فعل أهل البيت صلوات الله عليهم كانوا یذهبون للعلاج أما إذا لم ینجح معه العلاج فعليه أن يرضى بهذه القسمة. فإن كان فقيراً، عليه أن يحاول ويعمل ويتجر كي یکسب المال ويرفع الفقر عن نفسه، أما إذا لم یرتفع عنه الفقر وکان من قسمته، علیه أن يرضى بذلك، وإذا كانت قسمته الغنى عليه أن لايطلب من الله تعالى الفقر من منطلق أن حسابه یوم القیامة أسهل ودخوله إلی لجنة أسرع.

إذن الملاك في الرضا بقسمة الله سواء کانت الغنی أو الفقر، وأن لا يردّ رضا الله ولايرضى بغير رضا الله، الأمر صعب لکنه إذا عزم يسهل عليه ذلك الأمر الصعب.

الملاك الأقوى هو رضا الله تعالى

(رِضَى اَللَّهِ رِضَانَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ)، هذه العبارة قالها الإمام الحسین علیه السلام وهو في طريقه إلى كربلاء.

كان (صلوات الله عليه) يعلم بحجم المشاکل والأذیّات التي سیواجهها في کربلاء من قتل وسبي وسلب وحرق للخیام.

حتی ورد في الحديث عن المعصوم لو كان رسول الله قد أمر الناس بإیذاءنا، لما تمكن الأعداء من فعل أكثر من ذلك، ولما عملوا أكثر من ذلك)، فالأذیات التي وقعت علی الإمام الحسين وإخوته وأهل بيته وأنصاره لیس لها نظیر في التأریخ، ومع أن الإمام کان یعلم بها، وکان یسعی إلی عدم وقوعها، إلاّ أنه کان یقول (رِضَى اَللَّهِ رِضَانَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ).

في الحديث الشريف أن الإمام الصادق صلوات الله عليه الذي تواترت الأحادیث على معجزاته، دعا یوماً لشفاء أحد المرضی المشرف على الموت، فشوفي من مرضه. لکنه ومع قدرته علی الدعاء والمعجزة ودعاؤه مستجاب وکانت له معجزات مماثلة، إلاّ أنه كان يقول:

(تمرضت وطال بي المرض ثلاث سنوات ولم استطع خلال هذه السنوات الثلاث أن أصوم يوماً من شهر رمضان، ولم استطع ان اصوم يوماً واحداً من قضاء شهر رمضان)!

لاحظ، يتمرّض الإمام، لکنه لایستعمل المعجزة بل یحاول أن یعالج مرضه عبر المعالجات الطبّية، ویکتفي بها مع وجود أمر الصوم الواجب في شهر رمضان الکریم: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ)(2) فیعمل الإمام بمقتضی الآیة: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)(3).

ولذا وبسبب مرضه لم يتمكن الإمام علیه السلام من صيام يوم واحد من شهر رمضان ولا صوم بقیة أیام السنة التي یجب فیها القضاء بسبب المرض الذي منعه من أداء فریضة الصیام.

في مثل هذه الموارد يسقط عن الإنسان الصوم وعليه الفدية فقط.

لكن الإمام عليه السلام کان يقول بعدما شفيت قضيت هذه الأشهر الثلاثة التي لم أصمها في شهر رمضان، والفقهاء إستناداً إلى هذه الرواية يقولون يستحب القضاء، فمن كان مريضاً طول السنة ولم يتمكن من الصوم في شهر رمضان أو قضاء الصوم  خلال الأشهر الأحد عشر الأخری فإن الصوم يسقط عنه. والإمام (عليه السلام) يقول (أنا قضيت) والفقهاء تبعاً لهذه الرواية يفتون بإستحباب القضاء على من كان مريضاً طول السنة ولم يتمكن من صيام شهر رمضان، ولم يتمكن من قضاء الصيام خلال الأشهر الأخری الأحد عشر.

الرضا بقضاء الله تعالى هو الملاك في کلّ ذلك.

عندما يمرّ الإنسان بمشاکل عائلية نفسية، إجتماعية، سياسية، إقتصادية، فالله يختبر عباده فينظر إلى درجة تحملهم للمشاکل في سبیله (لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)(4). فالملاك الأقوى والأهم في کلّ هذه الأمور هو رضا الله تعالى.

الرضا بما قسم الله لا ينفي المحاولة من التخلّص من البلاء

إن الرضا بما قسم الله تعالى لا ينفي أن يحاول الإنسان رفع المشاکل والآلام عن نفسه، بل علیه أن یسعی إلی حلّ مشاکله وإن کانت المحاولات الدنيوية لاتحقّق نتائج کبیرة، فالذين يبتلون بأمراض صعبة والذين يبتلون بفقر مدقع ومتواصل والذين يبتلون بظالم لا يمكنهم التخلص من ذلك في أغلب الأحیان. فهل يرضون بهذه الحالة التي هم فيها أم لا؟

الواقع إنّ السعي إلی الخلاص من المشاکل لایعني أنّنا (والعياذ بالله) ناقمين على الله تعالى أو شاكين منه أو غير راضين بما قسم لنا. بل نسعی لذلك في وقت نحن راضین علی أیة حال سواء زال ذلك البلاء أو بقي  فالمعصومون عليهم الصلاة والسلام كلهم بهذه الدرجة الرفيعة.

الإمام الحسين صلوات الله عليه لم يقل رضا الله رضاي، فهو لايتميز عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) فكلهم نور واحد كما في الحديث الشريف (5) بل یقول (رضى الله رضانا أهل البيت) فمضمون كلامه أننا أهل البيت كلنا هكذا وأنا واحد من أهل البيت (عليهم السلام)...

علينا أن نقنع أنفسنا بما قسم الله لنا

إذا کنّا نحاول أن نكون من أتباع أهل البيت علیهم السلام وموالیهم وأن نمضي علی سیرتهم ونهتدي بهداهم، علينا أولاً المحاولة بأن نقنع أنفسنا في قبول الرضا بما قسم لنا به الله تعالی من مشاکل وموبقات بدنية، فكرية، شخصية، عائلية وغیرها.

فمثلاً زوج مبتلي بزوجة سيئة الخلق أو العکس زوجة مبتلية بزوج سيء الخلق، هل علیهما أن يفترقا؟!

کلاّ بل یجب القبول بما قسم به الله، ولاينفي ذلك طبعاً أن يحاول كلا منهما الإصلاح بالقدر الممكن، فالدنيا بُنيت على المشاکل، في الحديث القدسي الشریف عن الله تعالى (إني خلقت الراحة في الجنة والناس يطلبونها في الدنيا فلا يجدونها)(6). فالله لم یخلق الراحة المطلقة للدنيا بل خلقها للجنة ودار الخلد.

نعم لدینا راحة نسبية لكنها لاتخلو من مشاکل، فمثلاً  تری البعض لدیه راحة المال، لکنه یفتقر إلی راحة الجسم والعكس أيضاً، وقد تكون له راحة في كليهما ولا راحة له في داخل العائلة، وقد تكون راحة في الثلاثة ولکن یفتقر إلی راحة في السياسة والحکم.

الدنيا فطرت علی ذلك وجُبلت على المشاکل والکدر، فالإنسان بالدعاء لله تعالى والتوسل بأهل البيت (صلوات الله عليهم) وبالعزم والإرادة والتصميم علیه أن يحاول أن يقنع نفسه بالرضا بما قسم الله تعالى، فإنه يوفق بعض الشيء، وإن لم يوفق من كل الجهات، فإنه يوفق بما هو أدنی.

إنّ الكدر في الدنيا موجود دائماً ومن وجوه مختلفة ومن أطراف شتى، ولذا من الجيد أن يحاول کلّ إنسان أن يكون من أتباع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام وأن يتّبعهم في هذا أيضاً، ففي هذا الإتّباع الكثير من الفضائل.

وإذا أقنع الإنسان نفسه بأي نسبة مئوية على الرضا، سوف يرضى عنه الله تعالى، ففي الآية المباركة: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)(7)  وهذه الآية الكريمة مكررة في القرآن الكريم بالنسبة للصالحين وبالنسبة للخيريين وبالنسبة للمؤمنين الذين هم بالحقيقة على درجة رفيعة من الإيمان (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) فالله تعالى راضي عنهم وهم أيضاً راضون عنه.

إن هؤلاء لهم درجة من الصبر والإیمان والرضا بحیث لاینقمون علی الله ولایشتکون منه ولا صابرين على مضض أو إستياء.

هؤلاء نالوا الدرجة الرفيعة، ورضوا بما قسم الله تعالى لهم من نعمة وضیق ومن مرض وسقم ومن غنی وفقر..

ــــــــــــــــــ

(1)كشف الغُمَّة للإربلي ج٢ ص٢٤١ و اسرار الشهادة للدربندي ص277.

(2)سورة البقرة: 183.

(3) سورة البقرة: 184.

(4) سورة یونس: 14.

(5)بحار الأنوار: ج36 / ص222 باب45 الرواية عن جابر قال: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ اَلْخَطَّابِ يُحَدِّثُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمَكَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اَللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَقُولُ: إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي: يَا مُحَمَّدُ مَنْ خَلَّفْتَ فِي اَلْأَرْضِ عَلَى أُمَّتِكَ؟ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ ـ قُلْتُ: يَا رَبِّ أَخِي، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي اِطَّلَعْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ اِطِّلاَعَةً فَاخْتَرْتُكَ مِنْهَا، فَلاَ أُذْكَرُ حَتَّى تُذْكَرَ مَعِي، أَنَا اَلْمَحْمُودُ وَأَنْتَ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ اِطَّلَعْتُ إِلَى اَلْأَرْضِ اِطِّلاَعَةً أُخْرَى فَاخْتَرْتُ مِنْهَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَجَعَلْتُهُ وَصِيَّكَ، فَأَنْتَ سَيِّدُ اَلْأَنْبِيَاءِ وَعَلِيٌّ سَيِّدُ اَلْأَوْصِيَاءِ، ثُمَّ اِشْتَقَقْتُ لَهُ اِسْماً مِنْ أَسْمَائِي، فَأَنَا اَلْأَعْلَى وَهُوَ عَلِيٌّ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي خَلَقْتُ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ وَاَلْحَسَنَ وَاَلْحُسَيْنَ وَاَلْأَئِمَّةَ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ عَرَضْتُ وَلاَيَتَهُمْ عَلَى اَلْمَلاَئِكَةِ فَمَنْ قَبِلَهَا كَانَ مِنَ اَلْمُقَرَّبِينَ، وَمَنْ جَحَدَهَا كَانَ مِنَ اَلْكَافِرِينَ...).

(6) بحار الأنوار: ج78 / ص453 ح21 ـ عن: عدّة الداعي لابن فهد الحلّي:126 الرواية (يَا دَاوُدُ إِنِّي وَضَعْتُ خَمْسَةً فِي خَمْسَةٍ، وَاَلنَّاسُ يَطْلُبُونَهَا فِي خَمْسَةٍ غَيْرِهَا فَلاَ يَجِدُونَهَا: وَضَعْتُ اَلْعِلْمَ فِي اَلْجُوعِ وَاَلْجَهْدِ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي اَلشِّبَعِ وَاَلرَّاحَةِ فَلاَ يَجِدُونَهُ، وَوَضَعْتُ اَلْعِزَّ فِي طَاعَتِي وَهُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي خِدْمَةِ اَلسُّلْطَانِ فَلاَ يَجِدُونَهُ، وَوَضَعْتُ اَلْغِنَى فِي اَلْقَنَاعَةِ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي كَثْرَةِ اَلْمَالِ فَلاَ يَجِدُونَهُ، وَوَضَعْتُ رِضَايَ فِي سَخَطِ اَلنَّفْسِ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُ فِي رِضَا اَلنَّفْسِ فَلاَ يَجِدُونَهُ، وَوَضَعْتُ اَلرَّاحَةَ فِي اَلْجَنَّةِ وَهُمْ يَطْلُبُونَهَا فِي اَلدُّنْيَا فَلاَ يَجِدُونَهَا..).

(7)سورة التوبة: 100.