LOGIN
المقالات
alshirazi.org
"من فحوى محاضرات المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله"
(أسباب ومبرّرات العنف ضد المرأة)
رمز 1091
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ 17 ذوالقعدة الحرام 1444 - 6 يونيو 2023

مركز النجف الأشرف للدراسات الأستراتيجية NCSS ..

إذا كان الإسلام لا يقبل الاعتداء والتعنيــف والتجــاوز علــى حقــوق المـرأة، فلمـاذا إذن يحصـل ذلـك؟ يمكـن أن نجـد لذلـك مجموعة من الأسباب:.

الســبب الأول:

هــو غيــاب أو ضعــف الــوازع الدينــي والأخلاقي فــي المجتمعات، والمشــكلة ليســت فــي إســلامنا، بــل المشــكلة فــي مــن يدعـي الإسلام مـن المسـلمين أحيانـا، وهكـذا فـي الديانـات الأخـرى. إن ضعـف الـوازع الدينـي يدفـع بعـض الرجـال الذيـن يـرون امـرأة ضعيفـة، الـى أن يتجـاوزوا عليهـا ويأخـذوا مـن أموالهـا إلـى غيـر ذلـك، ويمكـن أن يضغطــوا عليهــا ويســتغلوا حاجتهــا إليهــم فــي البيــت إلــى غيــر ذلــك مــن احتمــالات. لدينــا ضعــف فــي فهــم الأحــكام، وثقافتنــا الدينيــة تنطــوي علـى بعـض المفاهيـم الخاطئـة، وهـذا يـؤدي إلـى ظهـور مشـاكل مـن هـذا النـوع.

السـبب الثانـي:

هـو المـوروث الثقافـي وبعـض العـادات التـي قـد تكـون بعيــدة عــن مبادئنــا وقيمنــا الدينيــة، ولعــل مــن أمثلــة ذلــك التعامــل مــع المـرأة كأنهـا بضاعـة تبـاع وتشـترى، وهنـاك الكثيـر مـن العـادات التـي لا تنسـجم مـع رؤيتنـا الإنسـانية وتـؤدي إلـى الضغـط علـى المـرأة، أعـراف وعـادات ومـوروث ثقافـي متراكـم، تحتـاج إلـى معالجـات حقيقيـة.

السبب الثالث:

المستوى الثقافي المتدني لدي الكثير من الأسر: واختلاف مستوى الثقافة الفكرية بين الزوجين ربما يكون سببًا رئيسيًا وراء العنف ضد المرأة، حيث القلق وعدم التوازن، الذي ينجم عنه العنف كرد فعل طبيعي، من خلاله يحاول الطرف الضعيف الذي عادة ما يكون الرجل في تلك الحالة بتعويض ما يشعر به من نقص متمثلًا في صورة العنف والضرب والتعنيف الدائم للتقليل من شأنها.

تعليق مركز النجف الأشرف للدراسات الأستراتيجية:

هنالك مجموعة من المعالجات المجتمعية التي من شأنها أن تحد من العنف ضد المرأة منها:

1ـ تغيير الثقافات المجتمعية:

نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتغيير العقائد المترسخة في أذهان البعض عن فكرة تعنيف المرأة طوال الوقت، ولكن هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت وليس بالسهولة المتوقعة، كما يجب أن تكون هناك خطط ممنهجة اجتماعيًا وتنمويًا للحد من تلك الآثار السلبية، كما أن للدولة دور هام وفعال والتي تتجسد في الاعلام والرجال الدين والمؤسسات الأهلية في تحقيق الاتزان المجتمعي بين الرجل والمرأة، والاشادة بدورها الهام في المجتمع.

2ـ دور المناهج الدراسية:

حيث أنها تعمل على استكمال الدور الذي يقوم به المنزل في تربية الطفل ونشأته النشأة القويمة، هذا بالطبع ذو تأثير فعال في تشكيل شخصيته التي تخلو من العنف والرغبة في الايذاء، مع الحرص على اتباع التطور الحديث في التربية والابتعاد عن التقليد العقيم الذي ترسخ بشكل عميق في أذهان البعض.

3ـ التربية المنزلية ودورها الفعال:

نظرًا لأن التربية هي المتحكم الرئيسي في طبيعة ونشأة الطفل، كانت هي السبب الأساسي وراء العنف، لابد من الاهتمام البالغ بها والحرص على تنفيذ كافة جوانب التربية السليمة، مع الابتعاد عن الأساليب العنيفة داخل نطاق الأسرة.

4ـ سن قوانين لحماية المرأة:

الحرص على سن عدد من القوانين التي تخص حماية المرأة، والعمل على تنفيذها بدقة، لمنع هذا القمع والتعنيف ضد المرأة من أجل خوف المعتدين عليها من فرض العقوبات الرادعة عليهم، وإن كانت موجودة لابد من ادخال بعض التعديلات الصارمة عليها لتكون أكثر جدية عن ذي قبل.

5ـ إقامة مشروعات نسائية تدعم دورها المجتمعي

حرص الدولة على انشاء مشروعات للمرأة، ليس بشرط أن تكون حاصلة على قدر كافي من التعلم، ولكن يمكن مشاركتها بدور فعال في المجتمع من خلال مشروعات يدوية ونسائية لا يدخل فيها عامل التعليم، من أجل التحرر من قيود تبعيتها للرجل.

6ـ توعية المرأة ضد العنف:

لابد من تأهيل المرأة وتوعيتها بدورها في المجتمع، وعدم اهمالها لحقوقها لنشر الوعي وتمكينها من الحصول على حقوقها بالكامل، مع إضافة حزمة من القوانين الصارمة التي تلزم المرأة بالتعليم للنهوض بمستواها الفكري في المجتمع.

7ــ الرقابة من قبل الدولة ووسائل الاعلام: حيث أن تلك الوسائل تلعب دورًا هامًا في نشر الوعي وترسيخ المبادئ الهامة في توعية المرأة بدورها، وحقوقها على الفرد والمجتمع، ولكن أحيانًا من ناحية أخرى يمكن أن تكون السبب في نشر الوعي الخاطئ ضد المرأة، لذا لابد من تدخل الدولة بدور رقيب على تلك الوسائل وردع السلبي منها، الذي يحرض على العنف ضد المرأة ..