بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّي الله علي خير خلقه محمّد المصطفي وعترته الطاهرين، ولعنة الله علي أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
الإمام الثائر المجاهد آية الله العظمي الشيخ محمّد تقي الشيرازي قدّس سرّه كانت وفاته ـ وبالأحري شهادته، حيث ذكروا أنه قتل بالسمّ، كما فيما كتب عنه في تاريخه ـ في الثالث عشر من شهر ذي الحجّة الحرام سنة 1338 للهجرة ـ وكان قدّس سرّه قد قاوم الاستعمار البريطاني الذي كان ذلك اليوم يشكّل أكبر استعمار علي وجه الأرض حيث كان ورائه ـ بالاستعمار والاستعباد ـ ألف مليون من مستعمرتي الصين والهند، وكانت تسمّي (بريطانيا العظمى).
وخاض الشعب العراقي الأبي والشجاع ـ بفتوي هذا الإمام الثائر، الشهيرة ـ حرباً ضروساً مع الاستعمار، راح ضحيتها الألوف من الطرفين، وانتفض الشعب العراقي المقدام بكافّة فئاته من الحوزات العلمية إلى الجامعات الأكاديمية وإلى العشائر الغيورة وسائر أفراد الشعب وراء هذا الإمام القائد.
وانتصروا ـ بإذن الله تعالى ورعاية مولانا الإمام المهدي عجّل الله تعالي فرجه الشريف ـ علي الاستعمار باستقلال العراق من براثنه الظالمة.
وكان الإمام الشيخ محمّد تقي الشيرازي قدّس سرّه، قد خَلَف في ذلك أستاذه الإمام المجدّد السيد محمد حسن الشيرازي قدّس سرّه، الذي كان هو السابق في مقاومة الاستعمار البريطاني ـ في إيران ـ حيث كان هذا الاستعمار العجوز قد تلصّص تحت غطاء ـ تجارة التبغ ـ لنشر سيطرته الأخطبوطية في أطراف إيران وأرجاء بلدانه وقراه.
فتصدي لهم ذلك الإمام المجدّد بفتواه الشهيرة التي تقلّدها الشعب الإيراني المسلم بكافّة شرائحه من الحوزات العلمية إلى الجامعات الأكاديمية إلى العشائر الغيورة وإلى كافّة أفراده، ودحروا الاستعمار المقيت ـ بإذن الله تعالي ورعاية مولانا الإمام المهديّ عجّل الله تعالي فرجه الشريف ـ ذليلاً خائباً.
وللإمامين الشيرازيين قدّس سرّهما، الفضل الكبير في استقلال العراق وإيران.
والإمام المجدّد الشيرازي قدّس سرّه، هو الجد لآية الله العظمي الحاج السيد صادق الشيرازي دام ظله، والإمام الثائر الشيخ محمّد تقي الشيرازي قدّس سرّه، هو الخال لسماحة آية الله العظمي السيد صادق الشيرازي دام ظله.