LOGIN
المقالات
alshirazi.org
الذكرى السابعة والخمسون لرحيل الإمام السيد الميرزا المهديّ الشيرازي
رمز 314
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 4 يونيو 2016
في الثامن والعشرين من شهر شعبان من عام (1380) للهجرة النبوية المقدّسة كان الإمام الشيرازي طود الورع والتقوى آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي قدّس سرّه على ميعاد بلقاء الله عزّ وجلّ.

والإمام المجدّد الشيرازي السيد الميرزا محمد حسن الحسيني ـ صاحب المواقف العظيمة للإسلام والمسلمين ـ هو عمّه لأبيه.

والإمام مفجّر ثورة العشرين الشيخ الميرزا محمّد تّقي الشيرازي قدّس سرّه هو خاله لأمّه وأستاذه الأكبر طوال عشرين سنة تقريباً.

والإمام آية الله العظمى السيد علي الحسيني الشيرازي ـ ابن الإمام المجدّد الشيرازي ـ هو ابن عمّه لأبيه، وهو أستاذه الآخر.

والإمام آية الله العظمى السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي (المتوفّى عام 1382هـ) أيضاً هو الآخر ابن عمّه لأبيه، وزميله في الدراسة طوال خمسة وعشرين عاماً.

والإمام آية الله العظمى السيد محمّد الحسيني الشيرازي (المتوفى عام 1422هـ) هو ابنه الأرشد.

والإمام آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي هو الآخر ابنه (المولود عام 1361للهجرة) وهو الآن مرجع الطائفة وزعيم الحوزات العلميّة المقدّسة.

سلسلة متواصلة في (المرجعية) والفتوى، والجهاد والورع والتقوى
ولد الإمام الشيرازي ـ قدّس سرّه ـ في كربلاء المقدّسة عام (1304 للهجرة) من أب عالم تقي ورع (السيد الميرزا حبيب الله الحسيني الشيرازي) المتوفى عام 1320 للهجرة والمدفون في وسط دهليز الباب الزينبي لحرم الإمام الحسين صلوات الله عليه، (ومن أمّ) ورعة قدّيسة كانت تعلّم ابنها (الإمام الشيرازي) ومنذ طفولته وله من العمر سنتان، تعلّمه صلاة الليل والعبادة في الأسحار.

تلقّى (الإمام الشيرازي) مقدّمات العلوم الدينيّة في مدينة كربلاء المقدّسة، وبعد وفاة والده المقدّس هاجر مع العائلة إلى مدينة سامراء المقدّسة حيث الحوزة العلمية المقدّسة والتي رأسها ـ آنذاك ـ خاله لأمّه الإمام الشيرازي الميرزا محمّد تقي الحائري ـ قدّس سرّه ـ .

مع إرهاصات الاستعمار البريطاني واحتلاله لسامراء وإخراج أهاليها منها عاد مع خاله إلى مدينة كربلاء المقدّسة حيث انفجار الثورة الإسلامية ضد الاستعمار الظالم.

اشترك الإمام الشيرازي مع خاله في بعض المجالس الاستشارية للثورة، حتى استشهد الإمام التقي الشيرازي.

بعد ذلك هاجر إلى النجف الأشرف حيث الحوزة العلمية المباركة والنشطة والمكتظّة بالعلماء الأعلام والمراجع العظام، فاشترك فيها أيضاً طالباً لكبار العلماء أمثال السيد علي الشيرازي ابن عمّه لأبيه والميرزا حسين النائيني الغروي وغيرهما، واشترك فيها مدرّساً للسطوح العالية في الحوزة أيضاً، وبقي هناك خمسة عشر عاماً تقريباً.

لما انتقل الإمام القمّي السيد حسين (قدّس سرّه) إلى كربلاء المقدّسة ـ حيث أبعده من إيران البهلوي الأول ـ وأعاد تشكيل الحوزة العلمية المباركة هناك وطلب من الإمام الشيرازي الهجرة إليها، هاجر إليها بعائلته الكريمة عام (1356) على أعقاب وفاة أستاذيه الشيرازي والنائيني، وبقي في كربلاء المقدّسة يرفد الحوزة العلمية بكل ما كان يمكنه من الاشتراك في (مجلس استفتاء) الإمام القمي، والتدريس لبحوث الخارج الاجتهادية وغير ذلك.

لما وافى الإمام القمّي الوفاة عام (1366) استقلّ الإمام الشيرازي بالمرجعية، والفتوى، وإدارة الحوزة العلمية كرئيس وزعيم مثالي جمع في إدارته بين العلم والتقوى والأخلاق وكان من المراجع الذين قلّ نظيره في الأمور الثلاثة. وواصل تلك المسيرة المباركة يعينه فيها ثلّة من العلماء الأعلام والفقهاء الأجلاء ومنهم ابناه الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي الذي خلفه في المرجعية وإدارة الحوزة العلمية وصاحب أكثر من ألف مصنّف في شتى المجالات العلمية والدينية والحوزوية. والإمام الشهيد السيد حسن الحسيني الشيرازي قدّس سرّه صاحب المسيرة الجهادية التي انطلقت من العراق وتواصلت إلى بلاد أفريقيا ولبنان والشام، ومؤسّس الحوزة العلمية الزينبية المقدّسة في دمشق بجوار مزار السيدة العظيمة زينب الكبرى عقيلة بني هاشم ـ عليها السلام ـ ومؤلّف العشرات من المصنّفات الفريدة في شتّى المجالات الدينية والعلميّة والتربوية والنهضويّة.

بعد أربعة عشر عاماً حافلاً بزعامة الطائفة وبسيل من الإنجازات في الحقول الدينية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية والتربوية وغيرهما، مما ينبغي للمرجع الكبير، وافاه الأجل في الثامن والعشرين من شهر شعبان عام (1380) للهجرة النبويّة المقدّسة فاهتزّت لها كربلاء المقدّسة وسائر الحوزات العلمية والبلاد الإسلامية.

كان لصدى نبأ وفاته أثر كبير حزين في سائر أطراف العراق، وانهال العلماء الأعلام، وسائر الطبقات من الناس من شتى أطراف العراق إلى مدينة كربلاء، وخاصة من الحوزة العلمية المقدّسة في النجف الأشرف، حيث هرع المآت من العلماء والمدرّسين والطلبة، يقدمهم العديد من مراجع التقليد العظام وفي طليعتهم الإمام الحكيم السيد محسن الطباطبائي قدّس سرّه، حيث شُيّع تشييعاً عظيماً، وصلّى عليه ـ بوصية خاصّة منه ـ ابنه الأكبر الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي، ودفن في الجانب الشرقي الجنوبي من صحن الإمام الحسين صلوات الله عليه، أيضاً بوصيّة منه.

الفواتح
وأقيمت له (قدّس سرّه) الفواتح ومجالس التأبين في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة والكاظمية وسامراء المقدّستين وسائر المدن من قبل مراجع الدين أمثال الإمام السيد عبد الهادي الحسيني الشيرازي والإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم وغيرهما. وكذلك الحوزات العلمية المقدّسة والجامعات الأكاديمية والمؤسّسات الدينيّة والثقافية والخيريّة والهيئات الحسينيّة المباركة وكذلك العشائر الكرام وصنوف التجّار والكسبة المؤمنين الأكارم. وانتشرت مجالس التأبين للفقيد الكبير في أطراف العراق وإيران والخليج وسائر البلاد الإسلامية وكذلك الجاليات الإسلامية في غير بلاد الإسلام.

الكتب والمجلاّت والنشرات
بعد وفاة الإمام الشيرازي السيد ميرزا مهدي الحسيني (قدّس سرّه) صدرت بحقّه وتوثيق حياته ومسيرته الوضّاءة، سلسلة من الكتب والمجلاّت والنشرات في النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة وغيرهما، ومنها:

1. كتاب (الإمام الشيرازي ـ حياته) طبع إبّان أربعينيته، وأعيد طباعته بعدها.

2. عدد خاص في المجلّة الإسلامية (أجوبة المسائل الدينيّة) الصادرة من (لجنة الثقافة الدينيّة) في كربلاء المقدّسة، العددان العاشر والحادي عشر من الدورة الخامسة (عام 1380 للهجرة النبوية).

3. عدد خاص من (سلسلة منابع الثقافة الإسلامية).

4. وغير ذلك الكثير.

والسلام عليه يوم ولد بأرض التضحية والجهاد كربلاء المقدّسة، ويوم مات بأرض الفداء والعطاء كربلاء المطهّرة، ويوم دفن في أفضل روضة من رياض الجنة كربلاء المشرّفة، ويوم يُبعث حيّاً.