LOGIN
المقالات
alshirazi.org
الصادق الشيرازي يستنهض الهمم دفاعاً عن الحقوق
رمز 145
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 10 يوليو 2013
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
كتب: السيد ماجد السادة

والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين, واللعن الدائم على أعدائهم وظالمي شيعتهم إلى قيام يوم الدين.

وجّه سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله وكعادته ـ قبل شهر رمضان من كل عام ـ كلمة توجيهية بتاريخ 23 / شعبان / 1434 هـ على جمع حاشد من علماء الحوزة العلمية وأساتذة ومبلّغين، عرضتها وبثّتها مجموعة من القنوات الفضائية ومواقع الانترنت.

وقد تضمّنت كلمة سماحته فيما تضمّنت استنهاضاً صريحاً للشيعة في العالم ليدافعوا عن حقوقهم في سبيل عالم أكثر أمناً وأماناً لأتباع أهل البيت عليهم السلام.

استنهاض الهمم في الدفاع عن حقوق المظلومين في كلمة توجيهية بمناسبة حلول الشهر الفضيل يبعث بمعاني جد عميقة ودلالات ذات علاقة بحقيقة وجوهر شهر رمضان المبارك، إذ تحمل إشارة واضحة إلى أن الشهر الكريم وكما انه شهر للسمو والكمال الروحي والأخلاقي كذلك هو شهر للمساندة والنصرة للمحرومين وشهر للتعاون والتضامن والتراحم الإنساني بين المؤمنين، في تأكيد من سماحته لمضامين شهر رمضان المبارك الروحية منها والاجتماعية .

وفي سياق استحثاثه أتباع أهل البيت عليهم السلام للدفاع عن حقوقهم تناول سماحته بعض صور الواقع المر الذي يمرّ به أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام من تقتيل وسحل وسجن وتنكيل وتعذيب وما شابه قائلاً: (اليوم نرى مع الأسف الشديد، أن جماعات معيّنة تقوم بقتل الشيعة وتقطعهم إرباً إرباً، ويسحلونهم في الشوارع ويذبحونهم باسم الإسلام وبهتافات الله اكبر) في إشارة واضحة لما جرى على الشهيد الشيخ حسن شحاته ورفاقه بمصر، ولما يجري على أهلنا بسوريا، وقد حمّل سماحته الرئيس المصري المعزول مرسي المسؤولية الكاملة عن تلك الجريمة النكراء حين قال: (بالأمس وبأمر مباشر ممن كان يحكم باسم الإسلام وهو عبيد الله بن زياد ، قتلوا مسلم بن عقيل عليه السلام وسحلوا جثمانه الطاهر في أزقّة وشوارع الكوفة، ولكن اليوم نرى الحاكم باسم الإسلام انه يأمر بذلك من وراء الستار كي يصل إلى مبتغاه).

وعلى مستوى تشخيص سماحة المرجع الشيرازي لما يلمّ بالأمة وأتباع أهل البيت عليهم السلام خاصة من قهر وظلم واضطهاد، أعزى سماحته ذلك إلى (ثقافة القتل والذبح والحرق وسحل الناس) التي غذّتها الأنظمة الاستبدادية في الأمّة وشوّهت بها الإسلام، حيث قدّمته للعالم كدين قتل وذبح وسحل، عبر سجل من التراكمات التاريخية, بدءاً (من حادثة حرق باب بيت مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها) مروراً بمعاوية (الذي أمر بذبح ثلاثين ألف إنسان بتهمة اعتقادهم بإمامة عليّ بن أبي طالب عليه السلام) والدولة الأموية، وانتهاء بالحكومات الاستبدادية في عصرنا الحاضر إذ: (نرى اليوم أن بعض الحكومات في البلاد الإسلامية التي تحكم باسم الإسلام ترى أنها شوّهت الصورة الحقيقية للإسلام بتصرفاتها)، ولا زالت تلك الأنظمة الاستبدادية تغذّي في الأمة هذه الثقافة التي (قدّمت للناس صورة مشوّهة ومظلمة عن الدين) حتى تسنّى لتلك الأنظمة صناعة ودعم جماعات تؤمن بتلك الثقافة الشوهاء، ثقافة استباحة الدماء وقتل الأبرياء والسحل والتمثيل بالموتى فـ(بعض الحكومات الإسلامية تدعم مرتكبي هذه المظالم والمجازر).

وفي معرض حديثه عن الأدوار والمسؤوليات أمام هذا الواقع أكّد الصادق الشيرازي على دور العلماء في التصدّي لرفع الحيف والظلم عن أتباع أهل البيت عليهم السلام، وساق في هذا الصدد نماذج لعلماء متصدين استطاعوا أن يصنعوا واقعاً أفضل للشيعة ورفع الظلم والحيف عنهم بقوله (في الماضي بذل علماء أجلاء جهوداً كثيرة ومساعي كثيرة في رفع الظلم والمآسي عن الشيعة، ومنهم العلاّمة الحلّي والمحقّق الكركي والعلاّمة المجلسي). ويواصل حديثه: (ولكن اليوم نرى بأن ثقافة القتل والذبح والتعذيب باتت تنمو وتقوى في البلاد الإسلامية مرة أخرى) ليؤكّد بذلك على أهمية دور العلماء وأنه بات في هذا العصر أكثر أهمية وأكبر مسؤولية مما مضى لرفع الظلم عنهم أمام استفحال الواقع المأساوي لأتباع أهل البيت عليهم السلام .

المصدر:http://umalhamam.net/?act=artc&id=7265