LOGIN
المقالات
alshirazi.org
الصبر والتنظيم من مفاتيح النجاح
رمز 178
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 1 فبراير 2014
شبكة النبأ: كلّنا نبحث عن النجاح ونسعى إليه، لكن ثمة أبواب معيّنة تؤدّي إلى النجاح، لهذه الأبواب مفاتيح خاصّة، ومن يحصل على هذه المفاتيح يمكنه أن يفتح أبواب النجاح ويحثّ الخطى إليه، تبدأ حياة الإنسان العملية الجادة، في مرحلة الشباب، لهذا يحتاج الإنسان أن ينجح في مرحلة التأسيس لحياته في هذه المرحلة الشبابية المفعمة بالحماسة والطموح، وربما يمكن للإنسان السعي والنجاح في أيّة مرحلة عمرية كانت، ولكن البدايات لها القدرة على تنمية نجاحات الإنسان بصورة دائمة، فيصبح إنساناً ناجحاً مدى الحياة.

من المفاتيح المهمة لفتح أبواب النجاح أمام الشباب، الصبر والتنظيم، فالصبر كفيل بفتح أصعب الأبواب وأشدّها غموضاً أو قوّة، إذ يمتلك الصبر خاصية المطاولة، ومن ثم الإطاحة بالتدريج بكل العقبات التي تقف في وجه نجاح الإنسان، وثمة الحلم والتأنّي والتفكير بعمق، حيث الحلم والصبر صنوان، كأنهما متلازمان، فأينما تجد الصبر ستجد الحلم والتأنّي والقدرة على التعامل مع المصاعب بروح قوية وقلب حديد، هكذا يتمتع الشباب بمثل هذه القوة للتعامل مع فرص النجاح التي تتاح أمامهم.

أما المفتاح الثاني المهم، فهو مفتاح التنظيم، أي كلما كان الإنسان منظّما كلما كان الأقرب من غيره للنجاح، وعندما يجتمع الصبر والتنظيم ويلتقيان في شخصية واحدة، فإن النجاح يصبح أمراً حتمياً لهذا الإنسان، والسبب قدرة الصبر على دفع الإنسان نحو النجاح، فيما يسرّع التنظيم بوصول الإنسان إلى غاياته، فيصل إليها ويحصل عليها أسرع من الآخرين بسبب عملية التنظيم التي يعتمدها في أعماله ونشاطاته كافّة.

أهمية برمجة الحياة
البرمجة والتنظيم من السبل الأساسية التي يعتمدها الإنسان الناجح في حياته، لذلك ينصح أصحاب الخبرات والتجارب، وكتّاب السيرة الذاتية للأشخاص الناجحين، ينصح هؤلاء بأهمية البرمجة والتخطيط السليم.

ففي كلمة وجّهها سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، للشباب خصوصاً، ولكل من يهمّه الأمر، قال سماحته: (برمجوا حياتكم وتحلّوا بالصبر والحلم كي تنجحوا). هكذا نلاحظ مفتاح البرمجة حاضراً في كلمة سماحة المرجع الشيرازي، إلى جانب مفتاح الصبر والحلم، حيث السعي الحثيث نحو النجاح.

إنّ تنظيم الأعمال وصولاً للأهداف، يتطلب تخطيطاً وتنظيماً جيّداً للوقت، أي من الأهمية بمكان أن يبتعد الإنسان عن إهدار الزمن، وأن يبرمج وقته بالصورة الصحيحة، فيخصّص لكل خطوة عملية الزمن الذي تحتاجه، بما يضمن إنجازها بالدقّة المطلوبة، لذلك فإنّ البرمجة والتنظيم تقود إلى عوامل مساعدة أخرى، منها الجودة والاتقان، أي أن الإنسان لا يسعى فقط إلى تحقيق الهدف المطلوب، بل يحرص على اتقانه صورة وجوهراً.

لذلك يؤكّد سماحة المرجع الشيرازي مخاطباً الشباب، قائلاً في كلمته الموجّهة إليهم: (أنتم شباب، وأمامكم عمر طويل وبخير إن شاء الله تعالى، فبرمجوا حياتكم حتى تستفيدون من أوقاتكم أكثر. فاجعلوا للدرس ساعة، وللمطالعة ساعة، وللأكل ساعة، وللنوم ساعة، وللمباحثة ساعة، وهكذا. وحاولوا نهاية كل اسبوع ـ مثلاً ـ أن تكتبوا ما فعلتموه في السبعة أيام الماضية، فإذا وجدتم نقصاً في أعمالكم، فحاولوا أن تسدّوا هذا النقص وتجبروه في الاسبوع التالي). وأضاف سماحته قائلاً: إنّ (الإنسان الذي ينظّم حياته، يستفيد منها أكثر).

أما وجه الاستفادة من عملية التنظيم، فإنها تحافظ على الجهد الذي يبذله الإنسان لتحقيق الأهداف المطلوبة، وتساعد على عدم إهدار الوقت، أو التعامل العشوائي مع الزمن، لهذا عندما يسعى الشباب والناس عموماً إلى تحسين حياتهم، فإنّهم مطالبون أولاً باحترام الزمن من خلال البرمجة والتنظيم، بعد التخطيط للوصول إلى الهدف.

الشباب والانفتاح
من المخاطر التي قد يتعرّض لها الشباب بحثاً عن الحرية وتبشيراً بها، ما تعرضه عليهم حالة الانفتاح الإعلامي العالمي من خيارات واسعة متعدّدة بعضها لا يرتقي إلى أخلاقنا، وعاداتنا وثقافتنا الإسلامية، لذلك عندما يسعى الشباب لاحتضان غيرهم وتنويرهم، لابدّ من مراعاة تصحيح الأفكار المنحرفة للآخرين والتنبيه إلى أهمية الصبر وعدم التسرّع في تحقيق ما يطمح إليه الشباب، من هنا ينصح سماحة المرجع الشيرازي، بعد البرمجة والتنظيم، بأهمية تصحيح الأفكار المنحرفة لبعض الشباب، فيوجّه ويطالب سماحته بمساعدة من يستحقّ النصح والتوجيه من الشباب الآخرين، حتى لا يقعوا في فخ الادّعاء المزيف للحريّة الكاذبة.

يقول سماحة المرجع الشيرازي في هذا المجال: (لا شكّ أن الحرية ستعمّ البلاد الإسلامية، فعليكم أن تهتموا بلملمة الشباب، وتصحيح أفكارهم)، ويؤكّد سماحته على خاصية يتميّز بها الشباب عن المراحل العمرية الأخرى، وهي حالة الانفتاح التي تتلبّس أذهان الشباب وتلوّن خيالهم، فيحلمون بأجواء الحريّة، وهو حقّ من حقوقهم، ولكن شريطة الحذر من السقوط في فخّ الأشكال الكاذبة للحريّة، من خلال الثقافات الوافدة التي تترك العمق وتنشغل بالسطح، وشتان بين السطح الهش، والأعماق الممتلئة!!

لذا يؤكّد سماحة المرجع الشيرازي على: (أن الشباب يتمتعون بالانفتاح، ويمكن هدايتهم، حتى وإن طال زمن ذلك. فالكل لديه القابلية على الاهتداء، إلاّ النادر والشاذّ).

من هنا قدّم سماحة المرجع الشيرازي بعض الوصايا المهمة للشباب من كلا الجنسين، تتعلّق بأهمية عامل الصبر في تحقيق النجاح، فضلاً عن الابتعاد عن العشوائية والارتجال، واعتماد البرمجة وتنظيم الأنشطة والأعمال كافّة وصولاً إلى الهدف المتوخّى، كذلك حذّر سماحة المرجع الشيرازي من احتمال تحطّم الإنسان، في حالة ظهور حالة اليأس مع الصبر، أي لابد أن يرافق الصبر التحمّل والقدرة على مواجهة المصاعب والتعامل معها بصورة صحيحة.

لذلك يقدّم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، في كلمته هذه وصية للشباب قال لهم فيها: (وصيّتي لكم أيها الشباب، بنين وبنات، ومؤمنين ومؤمنات، هي وصية القرآن الكريم، وهو قوله تعإلى: (ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور). فالغفر يعني التحمّل مع عدم التحطّم. فالصبر لوحده غير كاف، فالإنسان قد يتحمّل ولكنه يتحطّم، فلا يمكنه المواصلة وييأس).