LOGIN
المقالات
alshirazi.org
"وطاعتنا نظاماً للملّة!"
إضاءة من كلمة سماحة المرجع الشيرازي بذكرى استشهاد الرسول الأعظم
رمز 233
العلامات
نسخة للطبع ينسخ رابط قصير ‏ - 25 ديسمبر 2014
 
شبكة النبأ المعلوماتية : ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة قيّمة بجمع من العلماء والفضلاء والمبلّغين والمواكب والهيئات الحسينية الذين وفدوا على بيته المبارك بمدينة قم المقدّسة وذلك يوم السبت الموافق للثامن والعشرين من شهر صفر الأحزان لعام 1436هـ وذلك بمناسبة ذكرى استشهاد الرسول الأعظم محمّد صلى الله عليه وآله.

في هذا المقال نحاول أن نسلّط الضوء على بعض النقاط التي ذكرها سماحة المرجع الشيرازي حفظه الله في هذه الكلمة المهمّة التي سلّط فيها الضوء على نصّ مهمّ ذكرته السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في خطبتها بُعيد استشهاد الرسول الأعظم محمّد صلى الله عليه وآله.

فكثير من النصوص لها محتوى عظيم في خطبة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي قالتها بُعيد استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، التي تبيّن مدى أهمية كل كلمة نطقت بها سيدتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها والتي إذا فُرِّغت ودُرِّست لكُتب عنها مئات الكتب بل والمجلّدات لما تحتويه من المعاني والمفاهميم لعصارة وخلاصة الإسلام المحمدي الأصيل، ومن هنا ألقى سماحة المرجع الشيرازي حفظه الله تعالى الضوء على جزء مهمّ جدّاً من هذه الخطبة.

حيث قالت مولاتنا الزهراء سلام الله عليها في خطبتها (وطاعتنا نظاماً للملّة)!

فيقول سماحة المرجع الشيرازي: (مواضيع كثيرة قالتها الزهراء سلام الله عليها في أصول الدين والأخلاق وعلل الأحكام وكذلك في النظام الإسلامي قالت هذه الجملة القصيرة، فالملّة جمع ملل وهنالك العديد من الملل، كـ(ملّة اليهود وملّة النصارى) والملّة الإسلامية، فإذا أرادت الملّة الإسلامية نظامها فعليها طاعة أهل البيت واتّباع أوامرهم والعمل بأقوالهم وسيرتهم حسب تعبير سيدتنا الزهراء صلوات الله عليها، فالنظام الإسلامي ماذا يعني؟، يعني الطاعة للمعصومين الأربعة عشر سلام الله عليهم واتّباع نهجهم والعمل بسيرتهم).

فنظام الدين الإسلامي وبقاءه وصيانته من التفرقة والتشتّت، لا يكون إلاّ في ظل قيادة أهل البيت، فلكل ملّة «مجتمع» قطب فكر لنظامه وبقائه، ولا يكون هذا القطب إلاّ على رأس الهرم ليمكنه جذب كل الأفكار والآراء إليه وليملأ ويسدّ الفراغ الموجود من هذه الناحية، وعندها لا تبقى أرضية لأي اختلاف.

فالشريعة الإسلامية والمجتمع الإسلامي أيضاً يتطلّبان اتّباع أهل البيت سلام الله عليهم وطاعتهم لحفظهما من كل اختلاف وتفرقة، لأنهم وباتصالهم بالمصدر الحيوي وبعالم الغيب، يؤمّنون الرشد الفكري للبشرية في جميع الجهات، بدءاً من الاقتصاد ومروراً بالحقوق والأحكام وانتهاءً بالسياسة ونظم الأمر.

وقال سماحته: (إنّ مسؤولية الجميع من علماء وحوزات علمية وجامعيين وكتّاب، كل حسب إمكانياته، تبيان أن هذا النظام الإسلامي الأصيل هو الذي استشهد لأجله النبي صلوات الله عليه واستشهدت لأجله مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها وطُبر لأجله رأس أمير المؤمنين سلام الله عليه وتفتّت لأجله كبد الإمام الحسن سلام الله عليه وذبح الإمام الحسين سلام الله عليه لحفظه وبقائه)!

وقال: (إنّ مسوؤليتنا جميعاً تبيان النظام الإسلامي الحقيقي الذي حكم من خلاله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لمدّة عشر سنوات وحكم من خلاله أمير المؤمنين سلام الله عليه لمدّة خمس سنوات، فهل كان لأمير المؤمنين سلام الله عليه رغم الحروب التي فرضت عليه أيّ سجين سياسي)!

وقال في مقارنته بين مايدّعيه البعض من الحكم بالإسلام وبين حكم النظام الإسلامي الأصيل (عشر سنوات حكم فيها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بعد سنوات من الظلم والقهر الذي مورس عليه وعلى المسلمين عموماً من قريش، هل ترون له بعد أن حكم سجين سياسي ولو واحد فقط!، قولو للعالم ذلك)!

فبعد مرور أكثر من 1400 عاماً على استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، ومع استثناء فترة حكومة الإمام عليّ سلام الله عليه، تجد أن كل مايوجد في هذا التاريخ الإسلامي من نماذج بارزة كلّه عار!، فماذا نستطيع أن نقدّم للعالم أنموذج من قبل الإسلام!

فالعالم عندما يشاهد هذه النماذج من الحكّام في بعض البلدان الإسلامية فإنها تنفر وتنأى بنفسها عن الإسلام، فيؤكّد هنا سماحة المرجع الشيرازي على ضرورة عرض النموذج الحقيقي للحاكم والنظام الإسلامي للهداية والدخول للدين الإسلامي.

هذه الإشارة من قبل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، عظيمة جدّاً، فهي تبيّن مدى التسامح الذي يجب أن يتمثّل به الحاكم الإسلامي، فالحاكم عندما يستتبّ له الملك فإنّه لايبطش ولا يسجن المختلفين معه سياسياً وله في رسول الله صلى الله عليه وآله عندما دخل مكّة فاتحاً أسوة حسنة، وليس كمثل بعض الدول التي تحكم بإسم الإسلام فعندما حكم الحكّام فيها عُلقّت المشانق، وسجنت وقتلت باسم حماية الدولة والثورة!

ختاماً: المسؤولية الملقاة على عاتقنا أن نعرّف العالم بالنموذج الإسلامي للحاكم العادل وهذا يتجلّىٰ في حكومة الرسول الأعظم وحكومة أمير المؤمنين.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفّقنا لنحيي القيم الإسلامية المباركة ولنعرّف العالم أجمع بالإسلام الحقيقي البعيد عن الإسلام المحرّف المحتقب بالعار!